التخطي إلى المحتوى الرئيسي

رواية دائرة فرح - تأليف زهرة علي - الجزء الثالث


رواية دائرة فرح - تأليف زهرة علي - الجزء الثالث

دائرةفرح


رواية
الجزء الثالث



زهرة علي







نستذكر ما حدث في الجزء الثاني من الرواية:

حمد: لا أعلم تفسير رؤياك، ولكن نحن عملنا الخير مع ذاك الرجل، وربما كان أشدّ الناس حاجة، فقد كان يطلب المال بإستحياء.. وما ترسله من خير يعود إليك.

فرح: أتظنُ بأن سارة ستشفى؟

حمد: أعتقدُ ذلك، علينا أن نتفائل، ونكثر من الدعاء لها.

فرح:  ربما الحلم رسالة لنا بأن نكثر من العطاء والإحسان حتى تُشفى أبنتنا وتتحسن حياتنا.

كما تم التحقيق مع أحد مجرمي الأختطاف



تغيير 


مرَّت عشرة أيام على حادثة الاختطاف، وطفلتي سارة على ما هيّ عليه، أكثرنا الدعاء لها، ونقوم بزيارتها يوميا، فكنتُ أجلسُ عند رأسها وأتلو عليها آيات من القرآن الكريم، وأكلمها بكلمات تشجعها على التحلي بالصبر، فكنتُ أشعر وكأنها تسمعني وأنا أحاكيها.

طمئنني الطبيب بأنها تتحسن، وإنّ مفعول المخدر في تراجع، وهذا ما أعطاني بصيصاً من الأمل، وجعلني أكثر تفاؤلاً.

كنتُ أقسم وقتي بين زيارة طفلتي في المستشفى وبين العبادة، فزاد شعوري بالإطمئنان بعدما رجعتُ إلى ربي وتعلقتُ به.

تغيرتُ كثيراً، وتحسنت علاقاتي بحمد وأهله، وصرتُ أكثر لطفاً مع ابنتي نور التي دائماً ما تسألني عن أختها سارة.

أصبحتُ لطيفة ومتعاونة مع الجميع وأكثر إنسانية ورحمة للصغار والكبار، كنتُ أبحث عن الأيتام لأكفلهم وأمد يد المساعدة لهم، وكان حمد يشجعني على فعل الخير بل وكان سعيداً بتغيري للأفضل.


التحقيق مع المجرم لاهار


العصابة تقوم بالتركيز على الأطفال والمواليد الجدد إلى عمر التسع سنوات، وإعتمادهم الكلي يكون على حافظة أسرارهم أمريتا وزوجها لاهار.

في غرفة التحقيق يتعب المحققون كثيراً في الوصول إلى خيوط الجريمة واكتشاف جميع ملابساتها، فبعض المجرمون يكذبون ولا يقولون الحقيقة ولا يعترفون بسهولة على مساعديهم الاخرين، ولكن المحقق جاسم متمكن وحادق، ويعرف بسهولة أساليب المجرمين وإن كانوا يقولون الحقيقة أو يكذبوا ويماطلوا لتضييع القضية، لذلك يطول التحقيق لأيام، فالعصابة لديها سوابق ومتمكنة من الاختطاف، وهذا ما يجعل أهالي الضحايا لا يشعروا بالخطر إلا بعد فوات الأوان.

كما اضطر المحقق جاسم أن يضع جهازاً لكشف الكذب حتى لا تطول القضية أكثر من اللازم، وليتم القبض على أفراد العصابة بسهولة.

المحقق بحزم: اخبرني بأسمك وعمرك وعملك؟

لاهار: اسمي لاهار، عمري سبعة وأربعون سنة، وكنتُ أعمل حارساً في أحد الفنادق، لكني تركتُ العمل، لأني لم أكن أحصل على القدر الكافي من المال.

المحقق: وقمتَ بالإلتحاق بعملك الحالي لأنه يغدق عليك المال؟

لاهار: صحيح، كنتُ أحب عملي السابق، ولكن المسؤول رفض زيادة راتبي، واضطررت لتغيير مسار حياتي في هذا العمل، فلديّ الخبرة الكافية كحارس، وهذا الذي جعل أفراد العصابة يثقون بي في تنفيذ مهام الإختطاف.

المحقق: وما هي مهمتك؟

لاهار: مهمتي تقتضي في إختيار الأماكن المزدحمة لتنفيذ المهمة بمساعدة زوجتي امريتا.

المحقق: وكيف سرقتم الطفلة الأخيرة "سارة"؟

لاهار: كنتُ أراقب الأزدحام من بعيد لأتصيد ضحيتي مثل مفترس موهوب، وشاهدتُ بأن الأم مشغولة بالتصوير، وصوت الموسيقى يضج المكان، بينما الطفلة في عربتها تسرح وتنظر للأضواء المنبعثة من الألعاب، والناس مشغولون بأطفالهم.

مثل ما ترى، بنية جسمي ضخمة، لذلك وقفت أمام الأم  كمشاهد للأطفال الذين يلعبون في لعبة الجوكر، بينما امريتا انتشلت بخفة الطفلة من عربتها، وغادرت فوراً إلى دورة مياه النساء ، فالإتفاق بيننا أن تسرق وتذهب إلى هناك لتبديل الملابس بينما أنا أنتظرها عند الباب، الأمر يتطلب السرعة والخفة فقط، وخطتي مرنة جداً، أقوم بتنفيذها في كل مرة دون مصاعب.

المحقق: لماذا اخترتوا الأزياء الهندية للأولاد وهيّ فتاة؟

لاهار: من باب الاحتياط نحمل معنا في الحقيبة أزياء للأولاد وأخرى للبنات، فإذا كان المخطوف ولداً نلبسه ملابس الفتيات، والعكس صحيح، وهذا ما يسهل علينا التنقل فالبحث يكون متواصل عن جنس ضحية ترتدي أزياء بنات.

المحقق: وهل قامت امريتا بحلاقة الطفلة في دورة المياه؟





لاهار: لا تستطيع ذلك، فدورة المياه كان فيها الكثير من النساء والفتيات المشغولون بتعديل مساحيقهن التجميلية، والتبديل أمر طبيعي تقوم به أي أم لطفلها، بينما الحلاقة أمر يثير الشكوك.

المحقق: إذاً، أين قمتم بذلك؟

لاهار: كان اختيار المكان صعباً، فيوم العيد يكون فيه الكثير من زوار الحديقة، ولكنا استقرينا خلف بعض الأشجار، كان النور خافتاً، وحتى لا يشعر المارة بشيء غريب، حقنت امريتا الطفلة بحقنة مخدرة لنستطيع إكمال المهمة وحتى لا يصدر صوت الطفلة أكثر.

المحقق: و ما الذي حصل مع الطفلة؟

لاهار: نامت فوراً وبسهولة، وقمنا بتبديل حذائها ورميه، وانتشلنا أقراط الذهب التي كانت ترتديها، فالذهب الذي نحصل عليه بمثابة الغنيمة لنا، اتقاسمه مع زوجتي دون علم الباقي بذلك.

قمتُ بعدها بحلاقة شعر رأسها وحاجبيها، وطبعت امريتا علامة حمراء على جبين الطفلة.
المحقق: وهل تحرصون على وضع العلامة الحمراء على جبين ضحاياكم؟
لاهار: العلامة تدل بأن الطفل المخطوف ينتمي إلينا، وبذلك نبعد الشكوك.

بعد إكمال المهمة، حملتُ الطفلة على ذراعي، ولكن هذه المرة كان تحرك أهل الضحية أسرع منا، فلم نستطع الفرار، فكل البوابات كانت محاصرة، وكنت أراقبهم من بعيد، وانتشرت صور الطفلة التي يسألون عنها المارة وحركة التنقل في أرجاء التنقل للبحث عنها أربكتني، وهذه المرة الأولى التي أتراجع فيها عن تنفيذ المهمة بتوالي الخطوات المخطط لها.

لا أدري .. ربما كان ملاكاً موكل بحراستها.

اضطررنا للتخفي عن الأنظار، وتغيير مواقعنا كل حين وكل فترة، وتخلصنا من الحقيبة المتوسطة الحجم، والتي كانت تحوي عدة تزوير الأطفال من ملابس وحقن وجهاز الحلاقة.

مرت ساعتان ونحنُ على نفس الحال.. استيقظت الطفلة وهي تصرخ بإسم أبيها، وكانت تشير إلى أحد الفتيات التي تحمل صورتها و تسأل الزائرين عنها، تبين أنها تعرفها جيداً....
 كانت تستنجد بخالتها رهف التي لم تسمعها بسبب أرتفاع أصوات ضجيج الألعاب و الأغاني.

كانت مستنكرة أشكالنا وخائفة... حاولنا إسكاتها ولم ينفع الأمر، فقمنا بالرجوع ثانية إلى خلف الأشجار، ولاحظنا بأن الشرطة لم تكتشف أمر الحقيبة التي تخلصنا منها في أكوام القمامة خلف الأشجار..

رجعنا وأخذنا الحقيبة، واضطررنا لحقن الطفلة مرة أخرى وبجرعة زائدة عن الجرعة الأولى حتى لا تفضح أمرنا، ثم تخلصنا ثانية من الحقيبة بما فيها بعد أن مسحنا بصماتنا بمناديل خاصة.

انتظرنا ساعات إضافية أخرى.. وكانت خطتي القادمة هي المغادرة عند اشتداد الازدحام على أحد البوابات، فحينها يزيد الضغط على الحراس ولا يفتشونا جيداً، لأنهم يجب أن يعملوا على راحة زوار الحديقة ولا يزعجوهم بكثرة الأسئلة، ويسمحوا لهم بالمرور السريع مع عائلاتهم وأطفالهم.

 لم تكن امريتا خائفة ولا مترددة في تنفيذ المهمة رغم إنا مضينا وقتاً أطول من المعتاد، فهي تثق بي وتعرف أمكانياتي في التخطيط كمحترف.

اشتد الزحام عند البوابات للمغادرة، وهنا قمنا بالمغادرة والتصرف بشكل طبيعي، زوج وزوجة و ابنهم النائم على كتف ابيه بسبب تعبه من اللعب.

سألني الحارس إن كنتُ رأيت طفلة ضائعة، وأشار لصورتها، اشرتُ إليه بلا، ولم يشك الحارس بي، فأزيائها والعلامة التي في جبينها تدل على أن من معي ولد وليس بنت كما يبحث، و تدل على أنها تنتمي إلينا.

سمح الحارس لنا بالمغادرة، فخلفنا عائلة أخرى ومعهم أطفال، وهنا ابتسمت، ونظرتُ إلى امريتا نظرة الإنتصار والإطمئنان، وكنا نتحرك بهدوء وبخطوات طبيعية حتى لا يشعر أحد بإرتباكنا.

و لكن جدة الطفلة أفسدت الأمر، لم ننتبه لنقوش الحناء التي كانت في يد الطفلة، وهذا ما كشف أمرنا.

المحقق:عندما لذت بالفرار مع امريتا، أين كنتم ستتوجهوا؟
لاهار: إلى السيارة.
المحقق: هل كان ينتظركم أحد في السيارة؟
لاهار: لا، هذه المرة كنا وحيدين، أما باقي العمليات فكان معنا شخص ثالث يراقب الطرقات وينتظرنا في السيارة، ولكنه في هذه المرة لم يكن معنا.
المحقق: لماذا؟
لاهار: لقد قُتِل، لأن العصابة تقتل أي شخص يحاول الخروج من العمل معهم، حتى لا يعترف عليهم بسبب تأنيب الضمير.

استمر التحقيق، ومعرفة التفاصيل الكثيرة عن أفراد العصابة وأماكن تواجدهم، وقامت الشرطة بدورها بمحاصرتهم، والقبض عليهم، ولكن لم يستطيعوا القبض على رئيس العصابة الذي يتلقون الأوامر منه، والذي لديه فرقاً منتشرة في الدول العربية، ولم يستطيعوا حتى تحديد موقع البلد الذي يعيش فيه.

بينما تم القبض على الأفراد المجرمين بما فيهم لاهار وامريتا والحكم عليهم بالسجن المؤبد مدى الحياة.

عودة سارة


في صباح أحد الأيام، رنّ هاتف حمد مبكراً، وكانت المكالمة من المستشفى، ولديهم أخباراً سارة وعلينا الحضور فوراً..

لم أتمالك نفسي من الفرح، فذهبنا مسرعين إلى المستشفى، ولا أعلم كيف قاد حمد سيارته بهذه السرعة وتجاوز الطرقات إلى أن وصلنا.. أستقبلنا الطبيب المباشر لحالة سارة..

الطبيب: لقد أستيقظت سارة من غيبوبتها بعد واحد وعشرون يوماً، وهذه معجزة ربانية وعناية إلاهية، فالقليل من الأطفال ينجون في مثل هذه الحالات.. الجرعة كانت زائدة وحسب الدراسات الطبية والخبرات العملية التي عاصرناها فإن الحد الأقصى لتحمل الطفل هو أربعون يوماً.. الحمد لله لقد تماثلت سارة للشفاء تماماً وتستطيعون أخذها معكما للمنزل.. حمداً لله على سلامتها..

كان الطبيب يتحدث وعيناي تصب الدمع صباً.. ولم انتبه إلا وحمد قد خرّ ساجداً لله باكياً حامداً شاكراً على عطاياه..... بين ذهول الكثير من الأشخاص الذين كانوا قريبون منا في المستشفى.

توجهتُ إلى غرفتها، واحتضنتها وطبعت القبلات على وجهها شوقاً ولهفة وحباً لها، وغمرتها بالحنان وكلمات الدلال اللطيفة.

أما حمد فقد خابر العائلة هاتفياً وبشرهم بسلامة ابنتنا وعودتها سالمة.. أنهينا بيسر جميع إجراءات خروجها من المستشفى.. وضعتها في حجري طيلة مسيرنا في السيارة.. كانت تغمض عينيها بسبب أشعة الشمس التي تداعبها بنورها الساطع.

أيتها الحسناء.. عودي إلى طبيعتك.. استمتعي بالحياة.. استمتعي بالطبيعة.. عيشي لحظتك.. عيشي الحاضر والمستقبل.. افرحي وامرحي.. وعيشي طفولتك بسلام.. بحب.. بأمان.. بطمأنينة..



وصلنا إلى المنزل، وما إن فتحنا الباب حتى جاءت في أحضاننا ابنتي نور لتقبل أختها، وتخبرها بمدى حبها واشتياقها لها، وتعالت أصوات الزغاريد من نساء العائلة.

قامت أم حمد بإطلاق الزغاريد تماماً مثل صفارة، ولكن ليست صفارة إنذار، بل كانت صفارة تبشر بالفرح والسعادة والبهجة..

وسط دموع الفرح قامت والدتي بنثر "النون" المخلوط بالحلويات وقطعاً معدنية من النقود والمشموم، أما أطفال العائلة ببرائتهم كانوا يجمعون الحلويات ويحومون حولنا فرحين كنقاء قلوبهم الطاهرة، وكأننا في عرس كبير.. مع انتشار رائحة البخور والطيب وماء الورد وروائح المشموم الممتزجة بالسعادة.

أما سارة فكانت سعيدة جداً ومبتهجة، وكأنها نست كل ما حدث لها، والحمد لله الذي أعاد طفلتي لي ولم يحرمني منها.
كانت الأفراح تتوالى علينا، كل فرحة تجر فرحة أخرى معها، فبعودة سارة عادت والدتها فرح من غفلتها، وتخلت عن غرورها وتكبرها على الآخرين، وتحسنت علاقاتها مع الجميع، وانفتحت أبواباً كثيرة من الخير والبهجة والسعادة.

عيد ميلاد سارة


مرت الشهور، وأكملت طفلتي سارة عامها الأول، لقد تحسنت، ونما شعرها، والخبر السعيد أنها أصبحت قادرة على تخطي أولى خطواتها نحو السعادة.

وبهذه المناسبة السعيدة، دعت أم حمد جميع أفرادالعائلة بما فيهم عائلتي لحفلة عيد ميلاد سارة الأول، في حديقة المنزل.

كان المكان مليئاً بالزينة والبالونات الملونة، وأحضرت فرقة لإحياء مناسبات الأطفال، قاموا بعمل المسابقات وتوزيع الهدايا على الأطفال، وباتت فرحة الأطفال تزين حياتنا، وضحكاتهم البريئة تلامس قلوبنا بحب وبهجة. 


مفاجأة حمد


تتابعت الأيام وتلاحقت خلف بعضها بخطوات الحب والتفاؤل والخير والسعادة والجمال، تتابع معها المفاجآت السعيدة.

وفي أحد الأيام.. اصطحبني حمد في السيارة لوحدي..
حمد: لديّ مفاجأة لكِ..

أغمض عيني بقطعة قماش حريرية باللون الأبيض.. وبعد برهة قصيرة .. فتح  حمد باب السيارة.. أمسك يدي بلطف.. ودخلنا محلاً.. فتحتُ عيني.. ونظرتُ حولي..

إنه محل متوسط الحجم، مجهز بأحدث الديكورات وأجملها، وباقات الورد تملئ المكان.. توجد زاوية بها مكتب منسق وبهِ أحدث جهاز لابتوب، وأحدث طابعة للصور.. تنقلتُ بخطوات بسيطة لأكتشف المكان.. هناك مخزن صغير مليئ بالإكسسوارات المنوعة.. وزاوية مجهزة بالإضاءة والكاميرات وخلفية بيضاء للتصوير...

قال حمد: هذا الاستوديو سيكون مشروعك الخاص الذي ستديرينه بنفسك.
فوجئت.. وقلت: ماذا؟ .. لي أنا؟ كيف؟

حمد: نعم، لكِ أنتِ.. أنتِ موهوبة في التصوير، وقد شاهدتُ الصور التي تصورينها للأطفال، وأعجبتني طريقتك، تارةً تلفيهم في السلة، وتزينيهم بالإكسسوارات، فيبدون كملاك مشرق.

عزيزتي.. أديري مشروعك بنفسك وأبدعي بحب وأظهري مهاراتك  شغفك، وأنا متأكد بأنك ستبدعين وسيأخذ مشروعك مأخذ إهتمام من الكثيرين.

لم أصدق ما حدث، فهذه المرة الأولى التي يفاجأني فيها حمد بأسلوب جميل.. لقد تغير حمد للأفضل.. ولقد أكرمني الله كثيراً..  أنا ممتنه لعطائك ياالله.

قال حمد ممازحاً لي: عدلي كحل عينيكِ فقد سال من الدموع، فهناك مفاجأة اخرى..

ابتسمت.. أخرجت الماسكرا مع مرآة صغيرة كنتُ أحملها في حقيبتي.. مررتها على رموشي بخفة.. مستعدةً للمفاجأة التالية..

خرجنا من بابٍ خلفي في الإستوديو.. وتفاجآت بوجود العائلة التي تهنئني بمناسبة بيتي الجديد ومشروعي الجديد، وتبين بعدها أن هذا الباب يؤدي إلى داخل بيتي الجديد.. وهذه هي المفاجأة الثانية.

مؤخراً، وافقت أم حمد على توزيع الميراث على أبنائها الخمسة بالتساوي، وقام حمد بشراء المنزل، وتخصيص الملحق كمشروع لي أديره من المنزل.

كانت مفاجأة رائعة، أسعدت قلبي الصغير، وأشعلت الحب والسعادة للجميع، وكم هو جميل أن تشعر بالحب والاهتمام من أقرب الناس.


إدارة المشروع 


كان مشروع الإستوديو بمثابة العطاء بالنسبة لي.. رتبتُ أموري جيداً، وقمتُ بأخذ دورات في التصوير تساندني وتصقل مهاراتي، فأطبق الدروس على بناتي حتى طورتُ من نفسي في التصوير خلال شهر واحد فقط، وأتخذتُ من تصوير الأطفال خطاً لإنطلاق مشروعي.

حددتُ أسعاراً مناسبة للجميع، وعملتُ إعلاناً في حساب خاص بمشروعي في أحد مواقع التواصل الاجتماعي، فتهافت الزبائن واثقين من إنجازي للعمل بحب وبطريقة إحترافية، فكنتُ أريهم نماذج لألبومات وصوراً لبناتي من أعمالي السابقة، فيذب الحماس فيهم لإختيار طريقة التصوير لأطفالهم.

أعجب الكثيرين بعملي، وتضاعف عدد الزبائن، وتضاعف رزقي.

لقد رزقني الله رزقاً واسعاً وبارك لي في وقتي وعملي، فقررتُ أن أجعل جزءاً من المشروع وقفاً لعمل الخير، فقمتُ سراً بمساعدة من يحتاج إلى المساعدة من أهلي وأهل حمد، وبين فترة وأخرى أقدم الهدايا والألعاب لأطفال العائلة لإسعادهم وإدخال السرور والبهجة إلى قلوبهم، وهذا ما جعل من علاقاتي تتحسن مع معارفي وأهلي.

لم أكتفِ بمساعدة الأقربون الذين هم أولى بالمعروف، بل توسعت لمساعدة وكفالة بعض العوائل المحتاجة عن طريق الجمعيات الخيرية، وكنت أساعدهم دون أن يعرفوا بإسم من يساعدهم.

تضاعف رزقي وتضاعفت فرصتي للعطاء أكثر، وهذا من فضل ربي.

عودة فرح 


هكذا عشتُ حياة سعيدة مليئة بالرضا والقبول وشكر الله على نعمه، لقد أكرمني الله باقترابي منه ، وكما قال تعالى في كتابه العزيز: ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).

تقربتُ من الله فترتبت جميع أموري، داومتُ على تلاوة القرآن الكريم وقيام الليل الذي جعلني أكثر نشاطاً، وأعطيتُ نفسي حقها الكامل في العبادة، فوجدتُ بركةً في الوقت، فأحياناً اجتمع مع حمد نلعب ونتسلى مع صغيراتنا وأطبخ لهم ما يحبونه من طعام، وأحياناً أخرى أقضي وقتاً ممتعاً في مشروعي المنزلي، وصرنا قليلاً ما نخرج من المنزل، لأن برامج المنزل التي أعددتها مع أسرتي أكثر أمناً وتسليةً من الخارج.

أحمد الله كثيراً .. لقد عادت ابنتي التائهة.. وعادت روحي التائهة التي أعادت لي كل الحب و التقدير و العطاء مع الجميع ... عودة فرح لنفسها...


نصيحة:


أهتموا بأطفالكم، وأشعروهم بالحب والإنتماء وأغدقوا عليهم الحنان والتفاهم.. ولا تأمنوا غدر الغرباء.. وتوكلوا على الله في جميع أموركم.. وكونوا بالقرب من أنفسكم لتفهموها وتعيشوا نعيم السعادة.


-      النهـــــــــــــــاية -





دمتم بخير
اختكم :
زهرة علي

تعليقات

  1. د. عفاف المنصور4 يونيو 2021 في 12:49 م

    محتواك راقي جدا.. القصص.. الحوار.. هل ممكن اتواصل معك.. محتاجة مساعدتك لكتابة قصة وحوار بمقابل مبلغ مادي اذا ممكن أي وسيلة للتواصل معك..

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا لك د. عفاف على هذا الإطراء ، يشرفني مرورك، مازلت اشبع نفسي بالكثير من الدورات والتدريبات بشأن السيناريو والحوار، وإذا شعرت بأني شجاعة في خطوة المغامرة مع شركات الإنتاج سأتقدم بذلك بدون تردد، وهذا هو ايميلي لأي تواصل withzahras@gmail.com

      حذف
  2. صباح الخير، أنا أحد المشهورات على السوشل ميديا ، يصير تكتبي لي فيلم وثائقي، بمقابل مادي، طرشت لج على الايميل ، اتمنى الرد وشكرا

    ردحذف
    الردود
    1. صباح النور، وصلتني رسالتك، وقمت بالرد عليها بالإيميل، شكراً لثقتك.

      حذف

إرسال تعليق

تعليقاتك الإيجابية تسعدنا

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أوراد قرآنية لتحقيق الأهداف

  أوراد قرآنية لتحقيق الأهداف أحببت أن أجمع هذه الأوراد المجربة، وهي مجموعة أوراد مقتبسة من آيات قرآنية ومن أسماء الله الحسنى، ولقد رأيت في أن أشارككم فيها لعلي أنفع بها من هو أحوج إليها، ومن يحب أن يجدد في أوراده لقضاء حوائجه وتذوق حلاوة القرب من الله سبحانه وتعالى. قمت بتقسيمها كالآتي، وأسأل الله ينفعني وإياكم بها. أولاً: أوراد الفتح وهي الأوراد الخاصة بالفتح لأي هدف تريده أي تستخدمه بشكل عام لأي هدف ، وكل ما عليك هو أن تستحضر هدفك وتردد الورد باستشعار تام، والله ولي التوفيق. - (إنا فتحنا لك فتحاً مبينا) - ( وأثابهم فتحاً قريبا) - ( ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها) - ( وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه) - ( ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر) - ( نصر من الله وفتح قريب) - ( وفتحت السماء فكانت أبوابا) - ( قل يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا بالحق وهو الفتاح العليم) - ( اللهم فتح مبين) - ( اللهم افتح لي أبواب خيرك ولطفك) ثانياً: أوراد لنيل البركة والتيسير من الله تعالى - (يدبر الأمر من السماء إلى الأرض) - ( حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم) - ( بديع السماوات والأرض و

مسرحية عريس الغفلة- مسرحية كوميدية- تأليف: زهرة علي

مسرحية عريس الغفلة- مسرحية كوميدية- تأليف: زهرة علي هذه المحاولة الأولى لي في كتابة مسرحية، فقد تجد بعض الأخطاء الدرامية، لذلك اخبرني بها فأنا اتقبل النقد البناء لتتطور محاولاتي القادمة في الكتابة. ربما تكون طريقتي في طرح الحوار جديدة فقد تعمدت الدمج ما بين اللغة العربية الفصحى والعامية لأكون لكم نكهة من نوع خاص.. ومتأكدة أنها ستعجبكم..  (ولأقيم عملي كمتابعة للمسرحية سأقوم بوضع ردة فعل الجمهور من ضحك أو الإعجاب بالتصفيق ما بين قوسين باللون الأحمر..) نبذة عن المسرحية: اسم المسرحية: عريس الغفلة نوع المسرحية: كوميدية تأليف: زهرة علي تم النشر في 12-9-2020 شخصيات المسرحية: الزوج: وليد "أبومشعل"، عمره 33 سنة ويعمل معلم لغة عربية، ويتحدث اللغة العربية الفصحى تأثراً بعمله.  ولديه ابنان: مشعل: 7 سنوات فهد: 8 سنوات الزوجة رقم 1: إيمان " أم مشعل وفهد"، في أواخر العشرينات من عمرها، من الجنسية الخليجية، انيقة وجميلة. أم الزوج: أم وليد - امرأة في الخمسينات من عمرها، ترتدي الملابس الشعبية. الزوجة رقم 2: سنية - فتاة من الجنسية

برنامج لختم القرآن الكريم

  برنامج لختم القرآن الكريم المقدمة:  لقد أتت الأيام الجميلة، أتت مواسم الرحمة لينفض المرء عنه ثوب الغفلة، وثوب النوم، وثوب البعد والجفاء عن الله تعالى، لتكون راحته ولذته ونعيمه وسروره وشوقه في الإقبال على الله تعالى. ذكر الله تعالى يشرح الصدر ويزيل الضيق ، فما بالك بختم القرآن الكريم في الشهر الفضيل، شهر رمضان المبارك، ولقد مرت في عمرك رمضانات كثر، فاجعل رمضانك هذا الأعظم أجراً، والأكثر سعياً وعملاً، والرواء على قلبك وروحك وعملك. أقدم لكم جدولأ لختم القرآن الكريم خلال شهر رمضان المبارك