أساسيات التصميم الداخلي

أنا الآن ابني منزل جديد، منزلي مساحته صغيرة، لذلك احتاج لمعرفة أساسيات التصميم الداخلي لأضع لمسات الديكور المناسب الذي يوحي بوسع المكان وفخامته.

أريد منزلاً ذات تصميم كلاسيكي هادئ يناسب شخصيتي، فالتصميم الكلاسيكي يوحي بالهدوء والفخامة وينعكس ذلك على باقي أفراد الأسرة.

ولقد بحثت كثيراً بين التصاميم وبين محلات الأثاث والديكور المنزلي لأخذ الأفكار المناسبة لذلك، كما قمت بعمل بحث الكتروني لمعرفة أساسيات التصميم الداخلي، ولأني لا أملك المبالغ الضخمة التي يطلبها مصممين التصميم الداخلي، قررت أن أتعمق في أساسيات التصميم الداخلي، وأن أشارككم في مدونتي المتواضعة بهذه المعلومات لعلي انفع بها من يحتاج إليها، وكل من يستطيع أن يصمم منزله بنفسه مع إضافة اللمسات الذوقية التي تنطبع على المكان وتعبر عن شخصية صاحب المكان فيرضى ويرتاح من التصميم الذي صممه بنفسه.

كما يستطيع المرء أن يصمم بنفسه ما يريد وبأقل التكاليف، فكل ما عليه هو ان يثق في ذوقه، ويضع لمساته الفنية الخاصة، ودائماً ما انصح الآخرين في قسم روتين جديد بأن لا يقف الإنسان عند تخصصه، بل يحاول أن يطلع على تخصصات أخرى حتى لو تعلم الأساسيات منها، المهم أن يتعلم شيء جديد في غير مجال دراسته.

 

مفهوم التصميم الداخلي:

هو تهيئة الفضاء الداخلي لتادية وظائف بأقل جهد ويشمل هذا، الأرضيات والحوائط والسقوف والأثاث والخامات والاكسسوارات والإضاءة.

 

مراحل عملية التصميم الداخلي:

اقدم هنا مراحل عملية التصميم الداخلي بالنسبة لإجراءات مصمم الديكور الداخلي، ولكن يمكنك أن تجلس مع نفسك وتتخيل المكان وطريقة تصميمه، ثم تسجل على الورق احتياجاتك ورغباتك في التصميم.

 

أولاً: الاجتماع مع العميل:

معرفة احتياجات ورغبات ومتطلبات العميل المراد تحقيقها في المشروع.

ثانياً: وضع برنامج المشروع:

جمع المعلومات اللازمة للمشروع من خلال البحث عن العناصر الطبيعية، والعناصر التي من صنع الإنسان التي تؤثر على المشروع، والقيام بعمل دراسات على مشاريع مشابهة للمشروع، وتحديد الوظائف المقترحة للمشروع، والمساحة اللازمة لكل وظيفة.

ثالثاً: عمل فكرة مبدئية للمشروع:

تقديم الفكرة الأولية للمشروع من خلال عمل مخططات مبدئية، وعرض نماذج وأفكار مختلفة للعميل.

رابعاً: تطوير التصاميم:

القيام بالتعديلات المقترحة من قبل العميل على المخططات والتصاميم وإضافة التفاصيل عليها.

خامساً: التصميم النهائي:

التوصل للمخططات والتصميم النهائية، والحصول على موافقة الجهات المختصة.

 

فكرة التصميم وكيفية التوصل إليها:

كل تصميم مهما كان يبدأ بفكرة أولية للمشروع، ولتتكون هذه الفكرة يجب أن يكون لدينا تصور كامل لكل عناصر المشروع، وفي حال التصميم الداخلي لنبدأ بسؤالك ما يلي:

-  ما هي وظيفة المكان الذي تريد أن تعمل له تصميم داخلي؟

-  ما هو التصور الذي تريده هل هو ديكور شرقي أو ديكور موديرن أو ديكور ريفي؟

-  ما هو اللون المفضل لديك؟

-  ما هي نوع الإضاءة المفضلة لديك؟

-  ما هي الكلفة التي تضعها في تصورك للديكور؟

-  ما نوع الأرضيات التي تفضلها ( رخام أو سيراميك أو بورسلان أو خشب)؟

-  هل تفضل وجود اكسسوارات في المكان أو لا تفضل ذلك؟

-  هل تفضل الستائر البسيطة أو الستائر الغنية بالتفصيلات؟

 

وهناك العديد من الأسئلة التي تطرح على الزبون لكي تستطيع البدء بالفكرة الأساسية والأولية، ومنها تنطلق للتصور الكامل للتصميم الداخلي.

التنظيم اللوني:

إن أحد أدوار المصمم الداخلي هو قيامه بتنظيم الألوان التي تحقق التصميم الجيد وذلك بتأمين ما يأتي:

1- أن يكون التنظيم مقبولاً، وهذا الموضوع شخصي ومتعلق بالفنان، ولا يمكن الإجماع على اعتبار لون ما مقبولاً، ولون آخر غير مقبول.

2-   ملائمة اللون للغرض من المكان.

3-  أن يكون التنظيم جالباً للأنظار.

4-  أن يؤدي التنظيم المعتمد إلى الوحدة

والحصول على الوحدة لا يعني أن تكون جميع الألوان والنقش عليها مماثل أو تتناسق بشدة، ولكن تعني أن يحمل التنظيم العام إحساساً بالاستمرارية.

 

أنواع التنظيم اللوني:

 

1-  التناغم والانسجام يعتمد على استخدام الألوان المترابطة أو المتقاربة، حيث يتم فيه اعتماد عدة ألوان متقاربة، ويتم تحقيق التنوع باستعمال درجات مختلفة من كل لون.

2-   التضاد ويعتمد على استخدام لونين متضادين أو أكثر، والألوان المتضادة تستعمل لأعطاء الاهتمام البصري وجلب الاهتمام لبعض العناصر المهمة.

 

 

3-  الأحادي ويتدرج بألوان مشتقة وقريبة منه، وذلك بتفاعله عند مزج الألوان الحيادية معه (أبيض، رمادي، أسود).

 

تأثير الوان على المكان والنفس:

يعتمد اختيار الألوان في كثير من الأحيان على الذوق الشخصي أو على الموضة أو الأسلوب السائد في فترة زمنية معينة، ولكن ما لا يعلمه الكثيرون أن الألوان تؤثر على النفس، فبعضها يوحي لنا بأفكار تريحنا وتطمئننا، والأخرى نضطرب منها.

 

التأثير على المكان:

1-  الألوان الباردة وعلى الأخص الزرقاء الفاتحة القيمة تظهر الفضاء الداخلي بأنه أكثر اتساعاً وأكبر من حجمه الحقيقي، أما الألوان الحارة فتجدها تعطي شعوراً بصغر حجم الفضاء الداخلي.

2-   فيما يتعلق بالأرضيات:

 

-   الألوان الداكنة الدافئة للأرضية تعطي إحساساً بالأمان.

-    الوان الفاتحة الباردة للأرضيات تعطي تأكيداً على نعومة الأرضية.

-    الألوان الباردة الداكنة تعطي عمقاً ووزناً للأرضية.

-    الأرضيات الفاتحة اللون تعكس الإضاءة الساقطة على سطحها، وتساعد على جعل الفضاء الداخلي يبدو أكثر إشراقاً، أما الداكنة فتمتص أكثر الإضاءة الساقطة عليها.

 

3-     بالنسبة للجدران:

-        الألوان الفاتحة للجدران تعكس الضوء بفعالية.

-        الألوان الدافئة تعطي إحساساً بالدفئ.

-        الألوان الفاتحة  الباردة تزيد الإحساس باتساع الغرفة.

 

4-     بالنسبة للسقوف:

-        الألوان الداكنة تقلل ارتفاع السقف.

-        الألوان الباردة الفاتحة تزيد الاحساس بارتفاع السقوف.

 

الخامات والتشطيبات الداخلية:

 

1-     الجدران:

الجدار في المنزل قد يكون من أكثر الأمور المؤثرة في التصميم لكونه يشغل مساحة كبيرة من الفراغ، وتقع عليه العين مباشرة عند الدخول للمكان، وعادة ينصح من يريد تجديد منزله أو غرفته أو أي فراغ آخر الاهتمام بتغير كساء الحائط لما له من تأثير كبير على الإحساس بالتجديد.

ومن الطرق المختلفة لتكسية جدران المنزل الداخلية، والتعامل معها وتجديدها الوسائل التالية:

-        الطلاء بمختلف تقنياته ( التعتيق، الترخيم...)

-        الرسم اليدوي

-        الطباعة

-        الأقمشة

-        ورق الجدران

-        الحجر والسيراميك

-        المرايا

-        الخشب

-        الزجاج

-        النباتات

 

2-     الأسقف:

وهناك عدة أنواع من الأسقف، سنتعرف معاً عليها:

-        الأسقف الجبسية:

ويعتبر الجبس من أكثر الخامات شيوعاً واستخداماً وخاصة في الأسقف كونه عجينة يسهل تشكيلها مما يتلائم مع ديكور الغرف، بالإضافة إلى أنه مادة بيضاء محايدة اللون فهو يتناسب مع جميع ألوان الحوائط والديكورات.

 

-        الأسقف الخشبية

-        الرسم على الأسقف

 

3-     الأرضيات:

عند اختيار نوع الأرضيات يجب مراعاة عدة عوامل من أهمها:

-        القدرة على تحمل الاستخدام لفترة طويلة.

-        سهولة التنظيف والصيانة.

-        التكلفة المادية المناسبة.

-        نوعية استخدام المكان التي ستركب فيه الأرضية.

-        أن يتناسب لون الأرضية مع ألوان بقية العناصر الأخرى بالمكان من أثاث وحوائط وأسقف.

وهناك أنواع عديدة من الأرضيات من أهمها:

 

الأرضيات الخشبية:

وتناسب غرف النوم والمعيشة، ويمكن استخدامها في صالات الجلوس والطعام، حيث لها أكثر دفئاً في الشتاء عن غيرها من أنواع الأرضيات الأخرى كالرخام والسيراميك، ولا يمكن استخدام الأرضيات الخشبية في الأماكن المعرضة للمياه.

 

الأرضيات الرخامية:

تعتبر أرضيات الرخام والجرانيت من اقوى الأنواع التي تقاوم الاحتكاك، ولها قدرة عالية على تحمل الاستخدام لفترات طويلة، كما أن تعدد ألوانها ومقاساتها التي يتم تقطيعها حسب الطلب تعطي مرونة كبيرة في الاختيار، وتصلح للاستخدام في جميع الأماكن والأجواء فيمكن استخدامها في الأماكن الجافة والرطبة على حد سواء، ويمكن صيانتها وتلميعها كلما لزم الأمر مما يجعلها متجددة دائماً، ولكنها قد تكون مرتفعة الثمن نسبياً مما يقلل من استخدامها إلا عند الضرورة، ولكنها ولاشك تعطي غنى وثراء، وتضفي على المكان إحساس وشعور مختلف.

 

أرضيات السيراميك والبورسلين:

وتتميز بمقاومتها العالية للعوامل الجوية، وعدم تأثرها بالشمس والغبار والماء لسنوات طويلة، وتمتاز بسهولة تنظيفها بأبسط طرق التنظيف المعتادة، وعدم الحاجة إلى أعمال صيانة كبيرة، وتعدد تصميماتها وألوانها بلا حدود تضفي لمسات جمالية وتجعلها مناسبة لكافة الأذواق، ومقاومته للكيماويات وبعض أنواعه للبرى الشديد مما يجعله مناسباً لكافة الأغراض.

 

أرضيات الموكيت والسجاد:

 

يمكن أن تلصق على الأرضيات الأسمنتية مباشرة بعد تسوية السطح وضبط المناسب أو تلصق على أرضيات من البلاط.

 

الأرضيات الحجرية:

وتصلح الأرضيات الحجرية والبازلت لأرضيات الحدائق ومداخل الفيلات، وحول النافورات وغير ذلك من الأماكن التي تناسبها، ويمكن أن تتخللها الخضرة لتبعث فيها الحيوية والاندماج مع الطبيعة.

 

أنماط التصميم الداخلي:

 

النمط العصري:

-   نمط عملي

-   يتميز ببساطته وخطوطه الحادة والواضحة

-    قلة الإكسسوارات والزخارف

-    الأسطح المصقولة

-    الفساحة والرحابة والترتيب

-    الإضاءة المخفية: أي الإضاءة التي تصدر من كوة (في جدار مثلاً)، أو أن يكون مصدر الضوء محاطاً بغطاء، وجعل الضوء يخرج من نطاق صغير ومحدد لإضاءة المكان من اتجاه واحد.

-   إظهار قدر أكبر من مساحة النوافذ وتقليل تغطيتها، للسماح لضوء الشمس للدخول.

-     يمكن دمج المعادن والأحجار في هذا النمط.

-   تتميز قطع الأثاث بالأشكال الهندسية القوية ذات المظهر الأملس، يدخل في صناعة الأثاث معدن الكروم والفولاذ المقاوم للصدأ، كما تتميز بالألوان الجريئة والواضحة، وتدخل في صناعتها أنسجة مثل الكتان والقطن والحرير.

 

 

النمط المعهود (الكلاسيكي)

-  يتميز باستخدام الخطوط المنحنية في الجدران، وتفاصيل قطع الأثاث كأرجل الكراسي والطاولات.

-  في التصميم الكلاسيكي التناظر مهم جداً، بمعنى آخر إذا قسمت مساحة معينة (غرفة مثلاً) لنصفين متساويين، فإن كل نصف يجب أن يكون مرآة للنصف الآخر.

-   استخدام الأعمدة الرومانية واليونانية بشكل متكرر.

-  تستخدم الألوان المستوحاة من الطبيعة في هذا التصميم، مثل الأصفر والأخضر والأزرق.

-    المساحات تزين بالفازات والأزهار والمرايات واللوح الفنية.

-    الجدران تزين بالكثير من الزخارف الخشبية أو الجبسية.

-   نوعية الأنسجة المستخدمة قوية وتتميز بالرقي والفخامة، مثل الأقمشة المخملية والقطن وقماش القنب الذي يستخدم في صنع الخيام.

-  الأرضيات تغلب عليها المواد الطبيعية، فهي تتنوع بين الأرضيات الخشبية (الباركيه)، والأرضيات المصنوعة من الحجر والرخام، حيث يستخدمان لعمل اشكال هندسية جذابة ورائعة.

النمط الآسيوي:

-        مستوحى من الحضارة الصينية واليابانية.

-        يتميز باستخدام الحد الأدنى من الأثاث.

-        كثرة استخدام الخشب والبامبو والمواد الطبيعية كالحجر.

-        تزين المساحات بالكثير من النباتات والأعمال الفنية والاكسسوارات التراثية.

 

نمط الريترو:

-        ألوانه براقة ومتضادة كالأحمر والبرتقالي والصفر.

-        خطوطه مرحة.

-        عودة للتصاميم القديمة، ولكن بطريقة عصرية.

-        أقمشة بنقشات مرحة وملونة.

 

 

 اتمنى لكم ديار عامرة بالخير والسعادة

زهرة علي