التخطي إلى المحتوى الرئيسي

رواية ليالي الياسمين- الجزء الأول - للكاتبة زهرة علي

 
رواية ليالي الياسمين- الجزء الأول - للكاتبة زهرة علي

رواية ليالي الياسمين- الجزء الأول - للكاتبة زهرة علي


الجزء الأول

ليالي الياسمين

الكاتبة: زهرة علي

 

ليالي الياسمين رواية حقيقية تحاكي الواقع حدثت في قديم الزمان، سأرويها لكم بتفاصيلها المؤلمة تدريجياً، فالقصة طويلة وحقيقية ولا أريد أن أظلم تفاصيلها، لذلك قررت أن أكتب فيها يومياً.

الكتابة قد تظلم أصحاب القصة الحقيقية، فالواقع المر والأحاسيس المختلطة بالحزن والرعب وفقد الأمان وعدم الإحساس بالإنتماء أو الحب ، جميعها أمور تعاش ولا تقاس بكلمة أو حرف.

 

حاولت أن أكتب هذه القصة أكثر من مرة، لأنها لم تغيب عن مخيلتي، لم أتوقع كطفلة أن أرى أشخاصاً يدوسون على آخرين وعلى طفولتهم بدون إنسانية، ودائماً ما أتسائل ألم يكن هناك مسمى بالرحمة عندهم، وأين فطرة الإنسان؟

 

هل فطرة الإنسان أن يكون على خير أو على شر؟ وهل كان جميع زوجات الأب بهذه القسوة في ذلك الزمن؟


هذه ليست محاولتي الأولى في كتابة هذه القصة التي تحمل الكثير من المظلومية، وفي كل مرة أتهاون عن النشر لأني أشعر أني لم أوفق في إيصال القصة بمشاعرها، إلى أن اتخذت قراراً في أن أقسم القصة واكتب فيها يومياً لعلي أكون اتخذت القرار الصائب في إيصال قصة دفنت بسبب عدم وجود العدالة.


سأذكر لكم أسماء الشخصيات تدريجياً..

عنوان الرواية: ليالي الياسمين

الكاتبة: زهرة علي

تاريخ بدء الكتابة: 4 أكتوبر 2020

 ملاحظة: هذه الحكاية مر على حدوثها أكثر من 50 عاماً.


في صباح يوم ممطر ملبد بالغيوم السوداء وصوت الرعد المزعج، وإضاءات البرق المرعبة، كان جميع الجيران في بيوتهم يجتمعون تحت سقف واحد وفي غرفة واحدة أمام المدفئة الكهربائية المضيئة ليحصلوا على الدفء ، ويتناولون الكستنة الدافئة مع القليل من المرح والكثير من الحب، بينما تخرج أمينة من بيت قديم مرصع بالطين والحجارة وتغلق خلفها الباب الحديدي الثقيل.

 

تظهر أمينة من البيت مرتدية عباءة الرأس الخليجية  وحجاباً أبيضاً كبياض قلبها، منتعلة نعلاً باللون الأخضر من الطراز القديم، يكاد يحملها رغم خفت وزنها، إلا أنه كان بالٍ وقديم جداً .

 

تتقدم أمينة مثقلة بالحزن والتعب وقلة الحيلة تحمل جسدها الهزيل، فتارةً تستريح على  أعتاب المنازل التي تصادفها في الطريق أو تمسك بجدران المنازل لتتماسك في المشي لوجهتها، وتارةً تتعثر وتسقط على الأرض فتتبلل ملابسها وعباءتها، وتواصل مسيرها دون مبالاة سيراً على الأقدام إلى أن تصل إلى بوابة المستشفى، فتسقط عند دخولها لأنها فقدت السيطرة على نفسها، فقد تبددت طاقتها طوال السنين العجاف السابقة.

 

تلتفت نحوها أنظار المراجعين في المستشفى وتتعالى أصواتهم.. لقد سقطت الفتاة أسرعوا لإسعافها.

 

يتراكض من زاوية الطوارئ الممرضين لنقلها وإسعافها في قسم الطوارئ، فتقوم إحدى الممرضات بتبديل ملابسها وتجفيفها عن المطر، ويبدو أن حرارتها مرتفعة، فيقوم الأطباء بأخذ التحاليل والإجراءات لمعرفة حالتها.

 

يتلفت الأطباء حولها فربما يجدون مرافقاً لها من أهلها، فتخبرهم الممرضة أنها فتشت ملابسها ووجدت هويتها.

 

يأخذ الطبيب هويتها ويخرج بياناتها من خلال جهاز الحاسوب الذي أمامه، فيتصل على أهلها ليخبرهم بوجود ابنتهم أمينة في المستشفى وأن حالتها صعبة جداً ويجب أن يتواجد أقاربها معها.... ولم يكمل الطبيب حديثه حتى أغلق الهاتف في وجهه.

 

وبعد ساعات طويلة ظهرت نتائج التحاليل غير مبشرة، فأمينة مصابة بسرطان الدم ، وقد أخذ المرض منها مأخذه.

 

تأثر الطبيب بحالة أمينة فعاد إليها ليسألها عن أهلها وإن كان لديها أقارب ليكونوا معها عونا في هذه الحالة، فأمينة تقضي آخر أيام حياتها، ولكنه لم يستطع أن يتكلم معها فقد دخلت أمينة في غيبوبة.

 

يدور شريط حياتها أمام عينيها، وتعود بذاكرتها للطفولة، وهنا تستعيد أمينة في غيبوبتها ليالي الياسمين ، وتستذكر معاناتها التي احتملتها من قسوة البشر بدون أي ذنب اقترفته.

 

البستني الأيام ثوب الألم، ثوب القسوة، لأكون ضحية بيد زوجة والدي، بعد طلاقه من والدتي، فيالقسوة الآباء، يفكرون في أنفسهم، وينسون روحاً بريئة أعطوها الحياة لمذلتها ومهانتها مثل أيام الجاهلية.


يتبع...

 ............................................................................................

بيت مرزوق

الشخصيات:

الأب: مرزوق

زوجة الأب: حليمة

الأبناء من الزوجة الأولى: أمينة 10 سنين، سعيد 12 سنة، حميدة 14 سنة

الأبناء من الزوجة الثانية: حنان 3 سنوات، سميرة 5 سنوات، منصور 7 سنوات


 في إحدى الليالي المقمرة، تفوح رائحة عطر الياسمين من القرية، فلا يكاد هناك منزل إلا ووجد فيه شجرة الياسمين.


في قرية من قرى البحرين القديمة، تتلاصق المنازل ببعضها، وتكاد تتشابه في شكلها وتصميمها البسيط، الغرف تكون على جوانب المنزل وفي الوسط يكون "حوش" بمعنى حديقة، بيوت قديمة مبنية من الطين والحجارة، وتحيط القرية مزارع خصبة مليئة بالخضرة وأشجار التين والمانجو وخضروات ورقية، ويخرج كل راعٍ بأبقاره وأغنامه ليرعاهم في مقربة من هذه المنازل.


منزل مرزوق، منزل أبوسلمان، منزل عيسى، منزل أبو يوسف....ولكل منزل من هذه المنازل حكاية مختلفة، سأرويها لكم.


كانت أمينة في الخامسة من عمرها بعدما طلبت والدتها الطلاق من والدها الذي كان يقسو عليها ويضربها كثيراً ولا يحسن معاملتها.


أمينة في ذاك الوقت أصغر إخوتها 5 سنوات، فلديها أخوها الأوسط سعيد 7 سنوات، وأختها الكبرى حميدة 9 سنوات، والذين تنازلت عنهم والدتهم هرباً من مرارة الظلم والضرب والفقر والقسوة التي لاقتها من والدهم المتعجرف الطباع، ويقال بأنها تزوجت من الآخر وترفض حتى رؤيتهم.


لم يستطع والدهم مرزوق أن يرعاهم لأنهم مازالوا صغاراً، فتزوج بامرأة أخرى، لا تقل قسوة عن أبيهم، وقد انجب منها بنتان وولد، حنان 3 سنوات، سميرة 5 سنوات، منصور 7 سنوات، أما أطفاله من الزوجة الأولى  أمينة 10 سنين، سعيد 12 سنة، حميدة 14 سنة.


مرت الأيام والسنين، وكانت زوجة ابيهم "حليمة" ليست بإسم على مسمى، بل العكس تماماً، كانت قاسية جداً وعصبية في تعاملها مع أطفال زوجها من الأولى، والأدهى أنها كانت تتعامل مع الدجالين لتمتلك زوجها الذي لا يرفض لها طلباً ولا يردها عندما تقسو على أبناءه في تعاملها معهم، والذين قدمت لهم السحر ليشربوه ويكونوا تحت امرتها ولا يردوا لها طلباً، فعاملتهم أقسى معاملة.


لم يكن الأمر مقصوراً داخل البيت، وإنما كانت ترمي السحر بين الحين والآخر داخل بيوت الجيران، الذين يعرفون نيتها السيئة تجاه الناس.


لندخل إلى بيت مرزوق، غرف جانبية ، ومكان مخصص لتربية الأبقار والدواجن ونخيل، ودورة مياه مشتركة ، ومطبخ صغير وقديم، وبالقرب من الممر الخلفي تكون شجرة الياسمين، وتحتها بعض الأوراق القديمة من الورق المقوى تتخذ أمينة منها مأوى لها لتنام فيه ليلاً، فهذا المكان بمثابة غرفتها، بينما يقطن الآخرين داخل الغرف.


أمينة ترعى الحيوانات، تطعم الدجاج وترعى البقر، وتساعد والدها في أعمال الزراعة، وأختها حميدة تقوم بالأعمال المنزلية كافة من طبخ وتنظيف وغسل الملابس وغسل الأواني، ولن تصدقوا إذا أخبرتكم بأنها تقوم بتنظيف إخوتها من الزوجة الثانية ، تقوم بتحميمهم وتحميم والدتهم، بينما تمنع عليها أن تقوم بإدخال أختها أمينة للإستحمام.


بينما سعيد يقوم ببيع المنتوجات الزراعية من الطماطم والبقل والجرجير والرطب ، فيخرج كل يوم باكراً، ويركب حمار والده و يبيع الخضروات في دهاليز القرية ويقف لساعات في الشمس الحارة.


رغم صغر سنهم إلا أنهم كانوا يعملون بدون شكوى وبدون أجر، وكانوا إذا ضاقت بهم السبل يحاولون زيارة والدتهم، إلا أنها كانت ترفض استقبالهم، وتطردهم من البيت قبل مجيء زوجها، فكانت تكرههم لأنهم يذكرونها بوالدهم، لذلك اعتادوا على معيشتهم.


تحت أغصان الياسمين كنت أنام، فإذا استوحشت من الليل كنت أغمض عيني واستنشق رائحة الياسمين لكي أنام بسهولة، فغداً يوماً شاقاً بلا رحمة وعليّ أن استيقظ باكراً لموااكبة الحياة وتقبل مرارتها.



...........................................................................

بيت أبو سلمان


الأب: أبو سلمان
الأم: أم سلمان
الولد الأكبر: سلمان، 40 عاماً، غير متزوج.
الولد الأوسط: حسن، 30 عاماً، متزوج من ابنة عمه مريم، ولديه ابنان ، علي 7 سنوات، وفاطمة 11 سنة.
الولد الأصغر: أحمد، 23 عاماً، متزوج من فتاة مصرية اسمها بهية.
الأخت: فريدة، 15 عاماً.

يظهر صوت ضجيج وصراخ في المنزل المجاور لمنزل مرزوق..

انه صوت أم سلمان مع ولدها سلمان، الذي سافر لمصر ليخلص أوراق الدراسة الخاصة بأخيه ويعاونه، ولكنه بدلاً من ذلك زوج أخوه من فتاة مصرية.

أم سلمان: كيف لي أن اصدق ما حدث، فقد اقنعتموني بأنكم ذاهبون لإكمال أوراق ورسوم الدراسة، وبعدها تخذلوني، تزوج أخاك أحمد بدون علمنا.

أما أبو سلمان وهو رجل مسن وضرير، فقد كان جالساً أمام ما يسمى بالغليون، وهو عبارة عن أنبوب للتدخين له رأس مجوف يحشى فيه التبغ، ويعتبر أداة للتدخين آنذاك.

أبوسلمان: اخبرتك سابقاً يا أم سلمان بأن ابنك غير فالح للدراسة، وقد تخرج من الثانوية بصعوبة وبعد عدة محاولات في إعادة السنة الدراسية.

أم سلمان: لم أكن أعرف بأنه كان يستغفلني!
سلمان وهو يحاول تهدئة والدته: يا أماه يا عزيزتي، لا تستائي منه ، الزواج أسلم له من الدراسة التي ستخسرك الكثير من المال.

ثم تتوجه أم سلمان للإنضمام مع أبوسلمان على الكرسي الشعبي الذي يقع تحت ظل شجرة الياسمين التي تتوسط المنزل، فيقترب سلمان محاولاً تسوية الأمور.

سلمان: لقد حاولت إقناعه مراراً، إلا أنه رفض، ويقول بأنه معجب من النظرة الأولى.
أبوسلمان: وأين قابل الفتاة التي كان معجب بها؟

سلمان: قابلها في الجامعة التي كنا سنسجل فيها، فقد كانت ذاهبة لإستلام أوراق وثبوتات تخرجها، فقد أنهت دراستها الجامعية وهي مؤهلة لتكون معلمة.

أم سلمان تشتط غضباً: هل يعني إنها أكبر منه؟؟
سلمان محاولاً تهدئة الأوضاع: لا يا أمي، هم من نفس العمر، ولكن أنتِ أعلم بأن ابنك كان يسقط في دراسته وإلا كان متخرجاً من الجامعة الآن.

أبو سلمان محاولاً تلطيف الجو: من الجيد أنه حصل على زوجة متعلمة، لتعلم أحفاد المستقبل، وحتى لا يكونوا فاشلين مثل أبيهم.

سلمان: عليكِ أن تستقبلي أحمد وزوجته بهية بأحسن استقبل، فبعد يومين سيحضرها هنا.

أم سلمان: تمنيت لو انه تزوج من ابنة عمه مثل اخيك حسن، افضل بكثير من الغريبة التي لا نعرف عنها شيء.

حسن الأوسط بين اخوته ومتزوج من ابنة عمه مريم ولديه ابنان ، علي 7 سنوات، وفاطمة 11 سنة.

وبعد أيام رجع أحمد مع زوجته بهية إلى البحرين الحبيبة، كان يحمل حقيبته على شكل صندوق حديدي آنذاك، ويمسك بيد زوجته الغير محجبة.

كانت بهية تلبس فستاناً قصيراً، وقد سرحت شعرها الأسود على شكل التسريحة المجعدة "كيرلي"

استقبلتهم أم سلمان عند باب المنزل، ورفضت أن يدخلوا قبل أن يقوموا بالطقوس التقليدية المعتادة، والتي يقوم بها كل من يسكن في الحي عند دخول عروس جديدة إلى البيت.

احضرت فريدة شالاً أخضراً طويلاً مطرزاً بنقوش شعبية ذهبية ويسمى ب "مشمر العروس"، وغطت به العروس من رأسها إلى رجليها، ثم نثرت أم سلمان المشموم تحت رجل العروس وسكبت عليها ماء الورد، وهي تردد "الصلاة على النبي محمد وآل محمد"، ونثرت باقي المشموم على الموجودين.

ثم تعالت أصوات الزغاريد، ورائحة البخور، وقامت مريم زوجة حسن بنثر "النون" وهو عبارة عن قطع نقدية مع الحلويات وسط فرحة أطفالها وأطفال الجيران، ثم أدخلوها في غرفة خاصة تسمى "الفرشة" كانت مزينة بالقماش الأخضر والمرايا الشعبية، بينما كان بقية النساء يمرحون ويغنون أجمل أغاني الجلوات وسط حضور الجيران.

وما هي إلا ساعات وإلا بصوت صياح ابنة الجيران أمينة التي جاءت زوجة والدها لأخذها من بين الأطفال.

زوجة الأب "حليمة": ألم أقل لك أن تقومي بتنظيف "الحوش" اليوم؟
أمينة ببراءة: جئت لأرى العروس... ول..

لم تستطع إكمال كلامها وسط ذهول الحضور من الضرب الذي تتلقاه تلك الطفلة، ثم خرجت معها إلى منزلهم وهي تتوعدها بأشد العقاب.

أحمد: هل ما زالت تمارس ألوان العذاب على أطفال زوجها!
فريدة: لم تتوقف يوماً عن ذلك، فالقسوة تسري في دمها.



..........................................



تفننت زوجة الأب في معاقبة ابنة زوجها، فقامت كالمعتاد بأخذ سكين حادة، وسخنتها على النار، ثم قامت بكيها في ذراعها، ولم ترحم صغر سنها، ولا توسلاتها ولا وعودها في عدم الخروج دون إكمال مهامها المنزلية.

كما قامت أختها الكبرى بالتوسل إليها بأن تترك أختها ولكن دون جدوى، فالأخت الكبرى أيضاً لا حول لها ولا قوة، وإن قامت بالدفاع عن أختها سيكون مصيرهما واحد، وسوف تحرم من النوم في الغرفة مع إخواتها، فالمعروف إن أمينة تنام تحت شجرة الياسمين وتتوسد أوراق "الكارتون" وكأنها مختلفة عنهم.



وفي أحد أيام الشتاء الممطرة، كان الأطفال يرتدون على رؤوسهم "خيشة" عن الأمطار الغزيرة المتساقطة، والبعض من الأطفال كان يلعب ومعه مظلة ملونة بألوان القوس قزح.

كانوا يمرحون في نقع الماء التي كانت شبيهة ببرك السباحة، وقد خرجت أمينة معهم تقفز في الماء وتلهو مع باقي الأطفال، وكانت على مقربة من الأطفال بهية زوجة أحمد، كانت تراقب الأطفال وهم يمرحون، وكانت سعيدة بأجواء المطر.


وفجأة، جاءت حليمة زوجة أب أمينة، حلت مثل الوحش المنقض على فريسته، راحت مسرعة إلى أمينة تجرها من شعرها المبعثر، لأنها خالفت أوامرها وظهرت مع باقي الأطفال للعب، وكان عليها أن تقوم بأعمالها المنزلية التي يبدو أنها نستها بالإستمتاع باللعب تحت قطرات المطر النقية، ولكن بهية لم تسكت هذه المرة، واجهت جارتهم بصلابة، وأخذت الطفلة من يدها.


قالت بهية: يكفيك ظلماً لهذه الطفلة، فأطفالك أيضاً يلعبون في المطر مع باقي الأطفال، لماذا تحرمين عليها اللعب فهي مازالت طفلة؟

حليمة: أتركيها، ولا تتدخلي في غير شؤونك.
بهية: إذا كان عدم تدخلنا سيزيد من قسوتك وظلمك على هذه الفتاة فسأتدخل لأنقذها من سطوتك.

أخذت بهية الطفلة أمينة إلى المنزل بكل حب وحنان وعطف، ويبدو أنها قد كانت تشفق على حالتها بعدما سمعت كامل القصة من أهل زوجها مسبقاً..
استقبلتها أم سلمان مندهشة.

أم سلمان: لماذا أحضرت أمينة إلى هنا؟
بهية: أريد أن أعتني بها، فزوجة والدها كانت تعنفها.
أم سلمان: أنت لا تعرفين زوجة والدها، قد تكسر البيت علينا، وتقلب الموضوع ضدك، دعيها تذهب لسلامتها.

بهية: ولكنها تقسو عليها، وهذا مالم أسمح به.
أم سلمان: لسلامتها عليها الذهاب، فزوجة والدها إن لم تذهب الآن سوف تعاقبها أشد العقاب، وستكونين أنت السبب في مضاعفة العقاب.

كانت أمينة تتنافض، فالملابس التي ترتديها ملابس رثة، ولا تتناسب مع الجو البارد وأجواء فصل الشتاء القارصة البرد.

أخذتها إلى دورة المياه، وحممتها، وألبستها ملابس نظيفة ودافئة من عندها، صحيح أنها ليست بمقاسها ولكن حاولت أن ترتبها لتكون دافئة عليها ومرتبة في نفس الوقت، ومشطت شعرها، وألبستها جوارب لتدفئتها، ثم قدمت لها مشروباً ساخناً من الزنجبيل لتهدئتها وتدفئتها.

وما هي إلا لحظات حتى طرق والد أمينة باب الجيران، فتحت أم سلمان الباب، وبدى عليه الخجل والتلعثم في الكلام.

والد أمينة: أين أمينة؟
أم سلمان: لحظة من فضلك سأحضرها لك.

دار نقاش حاد بين أم سلمان وبهية التي ترفض تسليم الطفلة التي تعتبرها أمانة، وفي النهاية تم تسليمها لوالدها.

رافقها والدها بلطف إلى المنزل، ثم استقبلتها حليمة وخلفها يقف أطفالها ليروا ماالذي سيحل بأمينة!

حليمة: لقد تخلفت عن أداء واجباتك المنزلية، وها أنت ترتدين ملابس مرتبة ونظيفة، ويبدو أنك صدقت أنك ستنظفين، وعقاباً لك اليوم سأحرمك من تناول وجبة العشاء معنا اليوم.

سعيد "أخ أمينة": ولكنك في كل مرة تقدمين لها الطعام في نفس الطبق الذي تقدمين فيه الطعام للدجاج الموجود في البيت!

حليمة: أصمت، وفي هذه المرة لن أقدم لها الطعام حتى في طبق الحيوانات، دعها تموت من الجوع.

ذهب الجميع إلى داخل غرف النوم، بينما أمينة كالمعتاد، باتت تحت شجرة الياسمين، وكان الجو صافياً، وفجأة تلبدت السماء بالغيوم الثقيلة، وتعالى صوت الرعد والبرق، شعرت أمينة حينها بالخوف، فذهبت عند الباب الرئيسي الذي يجمع الغرف، كان مقفلاً، فأخذت تطرق الباب، أشعر بالخوف، أدخلوني أشعر بالبرد، المطر غزير لا أستطيع الأحتمال، أرجوكم سامحوني، أرجوكم ساعدوني، كادت أختها حميدة أن تفتح لها الباب، ولكن زوجة الأب منعتها.


مرت الساعات، وحل الصباح بعد ليلة طويلة، وتقشعت الغيوم، وظهرت الشمس تحمل معها في السماء ألوان قوس قزح.

فتح الأب مرزوق الباب، فإذا بأمينة مغشى عليها عند الباب، كانت مبللة بالكامل، وضربت الحرارة جسدها حتى باتت لا تتحرك، وهذه المرة الأولى التي يحن قلبه عليها، حملها إلى داخل الغرفة، بكى إخوتها عليها، فكانت مثل الجثة الميته.

حميدة تلوم زوجة والدها: أنت السبب، لقد قتلت أختي.
حليمة: لا تخافي على أختك، فهي مثل القط بسبعة أرواح.

وما هي إلا ساعة، حتى جاء مرزوق بإمرأة عجوز تعالج ب "الكي"، وهي من الحي المجاور.

المرأة العجوز: يبدو أن حرارتها مرتفعة جداً، وقد أصابها البرد، ألم تكونوا قادرين على تدفئة على هذه الطفلة؟
حليمة: هذا لا يهم، الآن أين ستقومين بكيها؟
المرأة العجوز: سأقوم بكيها في وسط رأيها، فهذا هو العلاج الأنسب لذلك.

سخنت المرأة العجوز عدة المعالجة بالنسبة لها، ثم قامت بكيها في قمة الرأس، وأخبرتهم بأنها ستشفى بعد يومين من الراحة.

يالقسوة الزمن، قلوب تجردت منها الرحمة والإنسانية، قلوب خاوية من الإحساس بالذنب، خالية من الغفران... قلوب لا ترحم، وحرام أن نطلق عليها أسم قلب.


......................................


بعد مرور يومين شفيت أمينة من مرضها وتعافت وأستردت عافيتها، ولكن قسوة قلب زوجة والدها التي لم ترحمها..

حليمة: هيا بسرعة، لقد تشافيتي، قومي بأعمال التنظيف والمساعدة، ونظفي الغرفة جيداً، وأعملي حسابك أنك ستباتين في "عشتك" هذه الليلة.
أمينة: حسناً.

استعادت أمينة عافيتها، وبلا كلل قامت برعاية الحيوانات الأليفة التي يربونها في منزلهم، و أنهت الأعمال المنزلية، ثم جلست تحت ظل الياسمين لتستريح.. وبعد لحظات نادتها أختها من والدها.

سميرة: لقد أحضرت لك طعام الغذاء في طبق نظيف دون أن تدري والدتي، أرجوك تناوليه بسرعة قبل أن تعلم بذلك، ولا تخبري أحد.
تناولت أمينة الطبق وقالت: شكراً للطفك معي.

قامت أمينة بإخفاء السر، فتناولت طعامها بسرعة في الطبق النظيف ثم خبأته بعناية، وما هي إلا لحظات، وإذا بزوجة والدها تناديها لتناول طعامها في الطبق الخاص بالحيوانات، فذهبت إليها مسرعة، وتظاهرت بالأكل.

أما سعيد فقد كان ينهي أعماله اليومية في بيع الخضروات، ثم يذهب للعمل في السوق المركزي في المنامة، فيقوم بغسل السيارات، ويجمع المال ويخبأه في إحدى فتحات المكيف، حتى لا يجد النقود أي أحد، فقد كان يحلم بأن يشتري له دراجة أحلامه.

وبالمصادفة رأته أخته الصغرى حنان، فقد كانت تختبئ خلف الستائر في الغرفة، وعندما أحست بعدم وجوده، ذهبت لوالدتها لتخبرها بمخبئ النقود.

تناول سعيد طعام الغذاء ثم ذهب ليستريح، فتسللت زوجة الأب إلى الغرفة، وفتحت غطاء المكيف الكهربائي ورأت النقود التي كان يجمعها سعيد ملفوفة في قطعة قماش، أخذتها بسهولة وأحكمت الغطاء، وخرجت وكأنها لم تفعل شيئاً.

ولم يكتشف سعيد أمر إختفاء النقود إلا في اليوم التالي، عندما رجع ليضع باقي النقود التي كان يجمعها ليحقق أحلامه، ففوجئ المسكين بإختفاء النقود، فأخذ بالبحث عنها في كل مكان، وحينها عرف بأن زوجة والده هي من أخذت المال، واعترفت بذلك ورفضت إرجاع المال إليه.

حاول سعيد أن يفكر في مكان آخر ليخبئ فيه نقوده، فقام بتخزين النقود في كيس من النايلون في "فريزر" الثلاجة ما بين اللحوم المخزنة، ولم يكتشف أحد المكان، حتى جمع المبلغ المطلوب لشراء الدراجة، وتفاجأ الجميع بالدراجة الجديدة.

وفي المساء أخذ منصور "الأخ الأصغر من الزوجة الثانية" حجراً وقام بضرب الدراجة لإتلافها بسبب الغيرة والحسد المزروعين في قلبه، وعندما صرخ عليه سعيد وضربه تم طرده من المنزل، فأصبح سعيد بلا مأوى.

أخذ سعيد يتجول في الطرقات بدون مأوى ولا مأكل، ومع فصل الشتاء والأجواء الباردة، كان يبحث عن المأوى، فجلس حزيناً عند أحد المساجد، وكانت الأبواب مغلقة، جلس ليستظل عن قطرات المطر، ثم غفت عينه ونام في تلك الليلة في الظلام الدامس.

لم يكترث أحد، ولم يبحث عنه أي أحد، بل كانت زوجة الأب سعيدة جداً بغيابه لأنها تخلصت من أحد الأبناء من الزوجة الأولى... عالم بلا رحمة


......................................

الأب: أبو سلمان
الأم: أم سلمان
الولد الأكبر: سلمان، 40 عاماً، غير متزوج.
الولد الأوسط: حسن، 30 عاماً، متزوج من ابنة عمه مريم، ولديه ابنان ، علي 7 سنوات، وفاطمة 11 سنة.
الولد الأصغر: أحمد، 23 عاماً، متزوج من فتاة مصرية اسمها بهية.
الأخت: فريدة، 15 عاماً.


بات سعيد خارج المنزل لعدة أيام يتسكع فيها بين طرقات الحي، وكان يحاول الرجوع للمنزل، ففي إحدى المرات طرق سعيد الباب ليكلم والده ولأنه شعر بالجوع والبرد، أراد أن يعتذر على لا شيء، ولكنه قوبل في المرة الأولى بالحجارة، لقد أمرة زوجة الأب أبنائها بقذف الحجارة عليه من أعلى المنزل، وفي المرة الثانية تم سكب الماء البارد عليه، وقد حاول أهل الحي أن يصلحوا بينهم لكن دون جدوى.

 

وحاول سعيد أن يذهب لمنزل والدته التي أغلقت الباب في وجهه ما إن رأته لأنها لا ترغب في مشاكل جديدة مع زوجها الجديد.

 

إلى أن التقى بعمه الذي سمع بما حدث له، فبحث عنه ليضمه مع اسرته في منزلهم، فقد خصص له غرفة  صغيرة جداً خاصة به، وقام بإعادة تسجيله إلى المدرسة ليكمل تعليمه، فقد كان عمه سالم إنساناً مسالماً ومحبوباً بين الجميع، وهو يعيش في الحي القريب من الحي الذي يعيش فيه أخيه مرزوق، ولم يكن راضياً بظلم أخيه لأبنائه الثلاثة.

 

أما زوجة مرزوق "حليمة" فقد كانت مبتهجة ومرتاحة طيلة الوقت لأنها تخلصت من أحد أبناء زوجها من الزوجة الأولى، وكما اعتادت أن تزور أحد الدجالين لتعطيه المبالغ الضخمة ليجدد لها السحر الذي تقدمه لزوجها وأبنائه وإلى كل من يحاول أن يتدخل في طريقة معاملتها مع أبناء زوجها، وهذا ما جعلها تدفع أكثر لتصنع سحراً جديداً لكنة جارتهم الجديدة، فقد كانت تعطف كثيراً على أمينة وتسببت لها في الكثير من المشاكل، فحان الوقت لتبعدها عن طريقها بطريقتها التي ترها مناسبة، وهي طريقة السحر والدجل والشعوذة.

 

قامت بعمل السحر الجديد وألقته في جرة عسل كبيرة، وأمرت أمينة بأن تذهب خلسة إلى بيت الجيران وتكسر الجرة في وسط البيت "الحوش".

 

كان الوقت ظهراً والجميع يجتمع لتناول طعام الغذاء، ولأن الفصل كان شتاءاً، تناولت عائلة "أبوسلمان" طعام غذائها في هذه المرة داخل المطبخ، ففلعادة يتناولون طعامهم تحت ظل الياسمين، ولكن مثل ما أسلفت سابقاً لسوء الأجواء تناولوه داخل المطبخ.

 

وأثناء تناولهم الطعام سمعوا صوت زجاج ينكسر، ترك الجميع طعامهم على المائدة، وتوجهوا ليروا مصدر الصوت، وإذا بزجاجة عسل مكسورة في وسط المنزل "الحوش".

 

استغرب الجميع من وجود جرة العسل المكسورة، وأخذوا يتسائلون، كيف وصلت، ومن رماها؟

ابتسمت أم سلمان فقد خمنت فاعلها، فجميع أهل الحي يعرفون من يقوم بذلك في أغلب الأوقات!

 

قال حسن: ما هذا؟ كيف وصلت إلى هنا؟

قالت زوجته مريم وعلامات الاستفهام على محياها: عسل!

قالت الأخت الصغرى فريدة موجهة كلامها للأطفال: انتبهوا من الزجاج حتى لا يؤذي أرجلكم.

قالت أم سلمان: أنها أفعال حليمة، فمن يعترض طريقها تقابله بالسحر.

 

وما إن سمعت زوجة أحمد "بهية" كلام "أم سلمان" حتى هرولت مسرعة، فأحضرت أدوات التنظيف، وجمعت أشلاء الزجاج والعسل المتناثرة، وخرجت مسرعة وألقتها عند باب بيت الجيران "بيت مرزوق"

أم سلمان: نحن لسنا بحجمها.

بهية: ولماذا كل هذا الخضوع والإستسلام للشر، لا تسمحوا لها أن تؤذيكم حتى لا تتمادى.

مريم: عليكم بقراءة آية الكرسي والمعوذات يومياً حتى تحفظنا من شرها.


............................................

للتذكير بشخصيات حي الياسمين:

بيت أبو سلمان

الأب: أبو سلمان
الأم: أم سلمان
الولد الأكبر: سلمان، غير متزوج.
الولد الأوسط: حسن، متزوج من ابنة عمه مريم، ولديه ابنان ، علي وفاطمة.
الولد الأصغر: أحمد، متزوج من فتاة مصرية اسمها بهية.
الأخت: فريدة.

بيت مرزوق

الأب: مرزوق

زوجة الأب: حليمة

الأبناء من الزوجة الأولى: أمينة وسعيد وحميدة.

الأبناء من الزوجة الثانية: حنان وسميرة ومنصور.

منازل حي الياسمين:

منزل مرزوق، منزل أبوسلمان، منزل عيسى، منزل أبو يوسف....ولكل منزل من هذه المنازل حكاية مختلفة، سأرويها لكم.


افتتحت المدارس في الحي المجاور، وعاد الطلاب لمقاعد الدراسة، ولكن الأمر غريباً قليلاً في حي الياسمين، فأبناء حسن ومريم يداومون في المدرسة من دون أي افتراضات فالمعروف بأن عائلة أبو سلمان عائلة متفتحة وابنائهم جميعاً بدون استثناء قد التحقوا مسبقاً بالمدارس والمعاهد والجامعات، وكذلك بهية زوجة أحمد قد استلمت دوامها كمعلمة في للمدرسة لأنها مؤهلة للتدرسي وتملك شهادة.

الغريب في بيوت الجيران الآخرين، فداخل منزل مرزوق يستعد ابنائه من الزوجة الثانية للذهاب إلى المدرسة رغم عدم حبهم للدراسة، بينما يحرم ابنائه من الزوجة الأولى من ممارسة حقهم في الدراسة والتعلم.

وفي منزل الحاج عيسى رغم انه معلماً للقرآن الكريم إلا أنه كانت نظرته ناقصة، فقد كان يكتفي بتعليم الفتيان للقرآن الكريم ولا يرى للفتيات أي حق في تعليمهم القرآن ولا التعلم في المدارس، لذلك كان يحرم ابنته من التعليم بينما يسمح لابنه بالذهاب إلى المدرسة والتعلم.

كم هو غريب عندما نحكم على الآخرين بعدم إعطائهم لأبسط حقوقهم وهو التعليم بينما نتظاهر أمام الآخرين برياء وكبرياء بأننا نفهم ما نقوم به وأنه يصب في مصلحتهم متجاهلين الأحاديث الدينية التي تدعو لضرورة التعلم دون تفرقة بين فتى وفتاة.

حاولت بهية زوجة أحمد تغيير نظرة المجتمع لتعليم الفتاة فأخذت تطرق الأبواب وتلقي محاضرات توعوية لضرورة تعلم الفتيات وانضمامهن للمدرسة لممارسة حقوقهن في التعليم، ولكن البعض استجاب واقتنع بكلامها وأرسل بناته للتعلم في المدرسة، والبعض الآخر لم يقتنع و قابلها بالرفض أو بالإساءة مثلما فعلت حليمة زوجة مرزوق.

فعندما حاولت بهية إقناعها بضرورة تعليم أمينة وأختها حميدة لم توافق ..

وقالت: انشغلي بنفسك، وإذا كان بك خيراً احملي، وانجبي الأطفال، ثم ارسليهم للمدرسة كما تشاءين!

صدمت بهية بالكلام الذي تلقته من حليمة!
اخذت تفكر في موضوع تأخر حملها، فقررت أن تراجع الطبيبة المختصة للنظر في أمرها.

وعندها اخبرتها الطبيبة بأن الموضوع يحتاج إلى الكثير من التحاليل والكثير من المراجعات الطبية في المستشفى مع زوجها أحمد.

وافقت بهية على الأمر وقامت بعمل جميع التحاليل الطبية، ولكن آخر حل توصلوا له  بعد عدة أشهر من المراجعات هو الانجاب عن طريق عملية طفل الأنابيب.

لم توافق أم سلمان على هذا الأمر فهي تعتبره أمراً محرماً بالنسبة لها، لذلك عمدت مع زوجها أحمد على إخفاء الأمر وقررت تلقي العلاج سراً ووضع أم سلمان تحت الأمر الواقع، وكان أحمد يخاف كثيراً على بهية فأمرها أن تأخذ إجازة من عملها في المدرسة، ووفر لها سبل الراحة حسب تعليمات الطبيبة، مما جعل الجميع يستغرب من ذلك، ولا شيء يخفى في منزل واحد، لذلك علم الجميع بأمر العملية التي أجرتها بهية!


وعندما علمت أم سلمان بالأمر قامت تجرح بهية وتضايقها مع أحمد بالكلام لأنهم اخفوا عليها الأمر رغم تحذيرها لهم وعدم موافقتها على الأمر، ولكن بهية كانت تتجاهلها لأنها تعلم أنها لا تقصد ما تقوله فهي دائما ما تندم وتعتذر عما تقوله

وفي أحد الأيام زارتهم جارتهم حليمة مع نساء الحي، ولكن مقصد حليمة من الزيارة هو من أجل مضايقة بهية ومحاولة إيذاء مشاعرها.

كانوا جالسين مع بقية نساء الجيران تحت ظل شجرة الياسمين، يشربوا القهوة ويتشاركوا في الحديث ويباركوا لبهية على حملها، فقد قامت بعمل العملية في خارج البلاد.

حليمة: ابنة أخ جارنا القديم قامت بعملية حمل اصطناعي في الأردن ولم تضبط، فهؤلاء الأطباء يسخروا من الناس من أجل سحب أموالهم.
أم عبدالله تغير الحديث: وهل تتوحمي يا بهية؟
بهية: نعم، أحب المالح والحامض.
أم سلمان: الله الميسر.
حليمة: يقولوا بأن الحمل الصناعي حرام.
أم عبدالله: ما هذا الكلام؟
حليمة: هذا ما سمعت عنه.
بهية:  لا، ما سمعتيه خاطئ وهو حلال 100%.
حليمة: الله أعلم.
أم سلمان: اذكري الله حتى لا يصيب ابنتنا مكروه.
حليمة: وما هو هذا الحمل الذي نسمة الهواء تقوم بتطييره.
أم عبدالله: اللهم صل على محمد وآل محمد، اللهم ثبت حملها ومن عليها بالعافية.
حليمة: عشنا وشفنا، كل الناس تحمل وتلد طبيعي، وهذه المرة الأولى التي أرى فيها الحمل الصناعي، والذي تجلس فيه المرأة ليخدموها ولا تتحرك ولا تقوم بأي شيء.

شعرت بهية بألم شديد في بطنها، فحملها النسوة إلى غرفتها لكي ترتاح.
ثم خرجت أم سلمان من الغرفة لتلوم حليمة على ما قالته، ولأنها لا تحاسب لكلامها ولاتذكر الله فيما تقوله.


...........................................

الكاتبة
زهرة علي



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أوراد قرآنية لتحقيق الأهداف

  أوراد قرآنية لتحقيق الأهداف أحببت أن أجمع هذه الأوراد المجربة، وهي مجموعة أوراد مقتبسة من آيات قرآنية ومن أسماء الله الحسنى، ولقد رأيت في أن أشارككم فيها لعلي أنفع بها من هو أحوج إليها، ومن يحب أن يجدد في أوراده لقضاء حوائجه وتذوق حلاوة القرب من الله سبحانه وتعالى. قمت بتقسيمها كالآتي، وأسأل الله ينفعني وإياكم بها. أولاً: أوراد الفتح وهي الأوراد الخاصة بالفتح لأي هدف تريده أي تستخدمه بشكل عام لأي هدف ، وكل ما عليك هو أن تستحضر هدفك وتردد الورد باستشعار تام، والله ولي التوفيق. - (إنا فتحنا لك فتحاً مبينا) - ( وأثابهم فتحاً قريبا) - ( ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها) - ( وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه) - ( ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر) - ( نصر من الله وفتح قريب) - ( وفتحت السماء فكانت أبوابا) - ( قل يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا بالحق وهو الفتاح العليم) - ( اللهم فتح مبين) - ( اللهم افتح لي أبواب خيرك ولطفك) ثانياً: أوراد لنيل البركة والتيسير من الله تعالى - (يدبر الأمر من السماء إلى الأرض) - ( حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم) - ( بديع السماوات والأرض و

مسرحية عريس الغفلة- مسرحية كوميدية- تأليف: زهرة علي

مسرحية عريس الغفلة- مسرحية كوميدية- تأليف: زهرة علي هذه المحاولة الأولى لي في كتابة مسرحية، فقد تجد بعض الأخطاء الدرامية، لذلك اخبرني بها فأنا اتقبل النقد البناء لتتطور محاولاتي القادمة في الكتابة. ربما تكون طريقتي في طرح الحوار جديدة فقد تعمدت الدمج ما بين اللغة العربية الفصحى والعامية لأكون لكم نكهة من نوع خاص.. ومتأكدة أنها ستعجبكم..  (ولأقيم عملي كمتابعة للمسرحية سأقوم بوضع ردة فعل الجمهور من ضحك أو الإعجاب بالتصفيق ما بين قوسين باللون الأحمر..) نبذة عن المسرحية: اسم المسرحية: عريس الغفلة نوع المسرحية: كوميدية تأليف: زهرة علي تم النشر في 12-9-2020 شخصيات المسرحية: الزوج: وليد "أبومشعل"، عمره 33 سنة ويعمل معلم لغة عربية، ويتحدث اللغة العربية الفصحى تأثراً بعمله.  ولديه ابنان: مشعل: 7 سنوات فهد: 8 سنوات الزوجة رقم 1: إيمان " أم مشعل وفهد"، في أواخر العشرينات من عمرها، من الجنسية الخليجية، انيقة وجميلة. أم الزوج: أم وليد - امرأة في الخمسينات من عمرها، ترتدي الملابس الشعبية. الزوجة رقم 2: سنية - فتاة من الجنسية

برنامج لختم القرآن الكريم

  برنامج لختم القرآن الكريم المقدمة:  لقد أتت الأيام الجميلة، أتت مواسم الرحمة لينفض المرء عنه ثوب الغفلة، وثوب النوم، وثوب البعد والجفاء عن الله تعالى، لتكون راحته ولذته ونعيمه وسروره وشوقه في الإقبال على الله تعالى. ذكر الله تعالى يشرح الصدر ويزيل الضيق ، فما بالك بختم القرآن الكريم في الشهر الفضيل، شهر رمضان المبارك، ولقد مرت في عمرك رمضانات كثر، فاجعل رمضانك هذا الأعظم أجراً، والأكثر سعياً وعملاً، والرواء على قلبك وروحك وعملك. أقدم لكم جدولأ لختم القرآن الكريم خلال شهر رمضان المبارك