دعوة للتفاؤل
تأملت صباح يوم يكثر فيه الندى المتساقط على الأوراق من تلك النافذة، رأيت صفاء الجو، صفاء السماء، صفاء ذلك النهار بعد ليل معتم، وظلام دامس، رأيته بنوره المشع بطبيعته الصافية.
قرأت صفحة من كتاب هذه الحياة فوجدت أنها تحتاج إلى التفاؤل، الحب، والحنان الصادق، إنني أرى أننا محتاجون إلى هذه الحياة و أن تكون هذه الحياة بعيدة عن الكراهية يكثر فيها الحب و الخير و الصداقة.
إن بصيصاً من الأمل يجعل الإنسان يعيش تلك الحياة من دون خوف أو ألم، فما أروع الحب عندما يكون في مجتمع إنساني يطوقه الخير و يسقط فيه الشر و تسقط آخر ورقة من التشاؤم، فالتفاؤل وحده هو النور أو الشمعة التي تضيء هذه الحياة.
إن فلسفة الحياة مليئة بالرموز، وكأن هذه الرموز ضائعة و علينا أن نبحث عنها لنقتنيها و نحافظ عليها، و نعرف كيف نفك رموزها.
فالتوكل على الله هو التفاؤل و الخير بعينه لهذه الحياة التي نعيشها.
أرى هذا التفاؤل في عيني الأطفال الصغار عندما يذهبون إلى المدرسة صباحاً، ويعودون إلى أحضان والديهم مساءاً، أرى التفاؤل في عيون الشيخ الكبير بتجاعيد وجهه الذي حفره الزمن و هو يلاعب أحفاده.
أرى الأم وهي تقبل ولدها بلهفة لدى عودته من الغربة... كل هذه الصور من الحياة التي نحرص عليها و على التعامل معها بسهولة لكي يتسنى لنا العيش فيها بدون متاعب.
إن خير دواء لمرارة هذه الحياة هو الامتنان وحمد الله وشكره على ما أعطى الإنسان من سمات تميزه عن باقي المخلوقات ألا و هي العقل الذي يفكر به.
ومن أجمل صور الحياة و الدعوة للتفاؤل قول الشاعر الأمير بدر بن عبدالمحسن:
ليت السحاب ينثر على المدى الباهت
و تمر ثلاث طيور
بين العتم و النور
لينبت شجر و أعشاب
وطفل يبيع زهور
التفاؤل هو كالفراشة لها طيف جميل يأتي إلينا وسط يوم نشعر به ببعض التعب أو الحسرة واللوم على أنفسنا ولكنبلون هذه الفراشة وجمال منظرها، تعطي الروح نفحة رائعة من بهاء وصفاء هذه الحياة.
دندنة قلب:
أقول .. أريد أبياتاً شعرية أسكن فيها، وأعيش في محراب الرومانسية، أريد بلسماً يداوي لي ساعات الشوق السحرية، أريد ورداً يرمز لقصة العمر الأبدية، أريد شمعة تضيء حياتي الشعرية...
دمتم بخير
زهرة علي
تعليقات
إرسال تعليق
تعليقاتك الإيجابية تسعدنا