رحمة الله الواسعة
رحمة الله هي من أعظم صفات الله تعالى التي تميز بها في تعامله مع خلقه. وهي شاملة وعامة، تشمل كل شيء في الكون، وقد ذكر الله في القرآن الكريم أن رحمته وسعت كل شيء. يقول الله تعالى: "وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ" (الأعراف: 156).
هذه الرحمة تتجلى في صور عديدة، منها:
1. الرحمة في الخلق:
الله خلق الإنسان في أحسن تقويم ومنحه العقل، الروح، والمشاعر، بالإضافة إلى سبل العيش من مأكل، مشرب، وصحة. كل ذلك يدخل ضمن رحمته بعباده.
2. الرحمة في الهداية:
أرسل الله الأنبياء والرسل ليهدوا الناس إلى طريق الحق، وأرسل الكتب السماوية التي تحمل الشريعة والهداية، وذلك من تمام رحمته بالخلق لئلا يضلوا.
3. الرحمة بالمخطئين:
من أعظم مظاهر الرحمة أن الله يغفر الذنوب ويقبل التوبة. مهما كانت الذنوب عظيمة، فإن الله يغفر لمن تاب وأناب إليه بإخلاص، كما قال تعالى: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ" (الزمر: 53).
4. الرحمة في البلاء:
حتى في الأوقات التي يمر فيها الإنسان بالشدائد والابتلاءات، فإن الله يرحمه، حيث أن الابتلاء قد يكون سببًا في تكفير الذنوب ورفع الدرجات. ويدخل فيه أيضا الرحمة التي تكون في صبر المؤمن على هذه الابتلاءات وثقته بأن الله لا يبتليه إلا لحكمة.
5. الرحمة في الآخرة:
وعد الله المؤمنين برحمته يوم القيامة، حيث يدخلهم الجنة برحمته، ويعفو عن سيئاتهم ويتجاوز عن أخطائهم، بل إن دخول الجنة من أعظم مظاهر رحمته.
رحمة الله واسعة، ولا يستطيع الإنسان حصرها أو فهم مداها الكامل، فهي تشمل الدنيا والآخرة، المسلم وغير المسلم، كل شيء في هذا الكون يعيشه بفضل رحمة الله.
دمتم بخير
زهرة علي
تعليقات
إرسال تعليق
تعليقاتك الإيجابية تسعدنا