انثى من حرير- خاطرة
الأم، أنثى من حرير تعزف على أوتار القلوب، بابتسامتها يشع النور وبنطقها يفوح عطر الورد. هي كالقمر بخجلها، تضيء حياتنا بنور هادئ وسحر لا يُقاوَم، وكالشمس بعطائها، تمنحنا الدفء والضياء بلا حدود. نادرة الوجود، عميقة في حبها، لا تجد في العالم مثيلاً لها. حضنها ملاذ آمن من كل هموم الدنيا، وكلماتها بلسم يداوي الجروح. في كل لحظة، تُغمرنا بفيض من الحنان والرعاية، تصنع من كل يوم ذكرى جميلة، ومن كل تحدٍّ درساً في الصبر والقوة. حبها لا يعرف حدوداً، ووجودها يشبه الحلم الجميل الذي نتمناه دوماً. الأم، أعظم هدية منحها الله لنا، نجم ساطع في سماء حياتنا، ونبض قلب ينبض بالحب والأمان.
الأم هي نبع الحنان الصافي، تتدفق منه مشاعر لا تنضب، تشعرنا بالأمان وتغمرنا بحب لا يمكن وصفه. من لحظة ولادتنا، تحمل همومنا على كتفيها وتضحياتها تروي قصصاً من العطاء الذي لا ينتهي. كلماتها ليست مجرد حروف، بل هي نغمات موسيقية تلحنها بحنانها ودفء قلبها. عندما تتحدث، تستمع القلوب وتنصت الآذان، لأنها تقول الحقيقة ممزوجة بحب خالص.
الابتسامة التي تزين وجهها تضيء أيامنا، وتجعل من كل لحظة نقضيها معها ذكرى لا تنسى. حتى في أصعب اللحظات، تظل تلك الابتسامة عنواناً للراحة والسكينة. أما عطر كلماتها، فهو كعطر الورود، يتسلل إلى أعماقنا ليبعث فينا شعوراً بالسعادة والطمأنينة.
في خجلها، تجد الحياء والعفة، وهي صفة تتزين بها كما يتزين القمر بنوره الفضي. أمها تملك خجلاً يزيدها جمالاً ورقة، وتضيء بوجودها حياتنا كما يضيء القمر سماء الليل الحالكة. عطاءها، كالشمش، لا حدود له، تشرق في حياتنا كل يوم بأمل جديد، تبث فينا الطاقة والحيوية لنستمر في مسيرة الحياة.
الأم نادرة الوجود، وهي جوهرة لا تقدر بثمن، عميقة في حبها واحتوائها لنا. مهما حاولنا أن نصفها، نجد أننا لا نفيها حقها، فهي تلك النبع الذي لا يجف، والحضن الذي لا يمل. حبها يتجلى في كل تصرفاتها، في لمساتها الحانية، وفي نظراتها التي تحكي أعمق مشاعر الأمومة. هي الكنز الذي كلما اكتشفنا منه جزءاً، أدركنا كم نحن محظوظون بوجودها في حياتنا.
الأم تعطي بلا مقابل، وتحب بلا شروط، وهي دائماً السند والدعم. عندما نواجه الصعاب، نجدها بقربنا، تشجعنا بكلماتها الحكيمة وتنير لنا الطريق بنصائحها الثمينة. لديها قدرة عجيبة على فهم مشاعرنا، حتى دون أن نتحدث، فهي تملك حاسة سادسة تمكنها من الشعور بما نمر به، وكأنها تلامس أرواحنا بيديها الحانيتين.
في حضنها، نجد الراحة والسكينة، وعندما نتكئ على صدرها، نشعر بأن كل هموم الدنيا قد تلاشت. هي الملاذ الذي نلجأ إليه عندما نشعر بالضياع، والمرفأ الذي نرسو فيه بعد عناء الأيام. كلماتها تبعث فينا الأمل، وتمنحنا القوة لنواصل المسير.
علاقتها بأبنائها هي علاقة فريدة، مبنية على أساس من الحب والتفاهم. تعرف متى تكون صارمة، ومتى تكون حانية، ومتى تترك لنا حرية الاختيار. تزرع فينا القيم والمبادئ، وتعلمنا أن نكون أشخاصاً صالحين، نفخر بأنفسنا ونفخر بها.
كل لحظة نقضيها مع الأم هي درس في الحب والتضحية. نستمد منها القوة والإلهام، ونتعلم منها كيف نكون أناساً أفضل. هي مرآة نرى فيها أجمل صفاتنا، وهي المثال الذي نسعى دائماً أن نحتذي به. بوجودها، نشعر بأن العالم مكان أفضل، وبحبها، نعلم أن لا شيء مستحيلاً.
الأم هي الشعر الذي يروي حكايات الحب والحنان، وهي النغمة التي تملأ حياتنا بالموسيقى. هي القوة الخفية التي تدفعنا نحو النجاح، وهي الضوء الذي ينير دروبنا. بفضلها، نعرف معنى الحياة، وندرك قيمة كل لحظة نعيشها. هي الحلم الذي نتمناه دوماً، وهي الحقيقة الجميلة التي نحياها كل يوم.
إنها الشخص الذي يظل بجانبنا دائماً، في الأفراح والأحزان، في النجاحات والإخفاقات. هي تلك اليد التي تمسك بأيدينا عندما نحتاج إلى الدعم، وهي تلك العين التي تراقبنا بحب وفخر. حتى عندما نبتعد، تظل قلوبنا مرتبطة بها، فهي جزء لا يتجزأ من كياننا.
حب الأم هو الحب الذي لا يمكن أن يتغير أو ينتهي، هو النبع الذي لا ينضب، هو النور الذي لا يخبو. بفضلها، ندرك أن الحب الحقيقي هو الحب الذي يعطي دون أن ينتظر مقابل، هو الحب الذي يتجلى في كل تصرف وفي كل كلمة.
في النهاية، الأم هي الكنز الثمين الذي يملأ حياتنا بالحب والدفء، هي السند الذي نستند إليه، هي النور الذي يضيء دروبنا، وهي القلب الذي ينبض بالحب لنا دائماً وأبداً. هي الجوهرة النادرة التي لا يمكن أن نجد لها بديلاً، وهي الحلم الجميل الذي نعيشه كل يوم. بوجودها، تكون حياتنا أجمل وأغنى، وبحبها، نكون أقوى وأسعد.
زهرة علي
٢١ يوليو ٢٠٢٤
تعليقات
إرسال تعليق
تعليقاتك الإيجابية تسعدنا