العفو عند المقدرة
العفو هو آخر خطوة من خطوات التسامح، لكن هي الخطوة الوحيدة الأكثرر أماناً والأكثر فائدة، وهو الأأمن و الأسلم من كل الخطوات.
الخطوة الأولى من التسامح :
أن تمتثل لقوله تعالى: ( إدفع بالتي هي أحسن نحن أعلم بما يصفون) المؤمنون 96
( إدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) فصلت34
(فمن عفا وأصلح فأجره عند الله) الشورى40
وهو أن تمنع الإساءة بما هو أحسن منها، فلو قدم لك الشخص الذي أمامك الغضب قابله بالهدوء ، ولو أفشى سرك أحفظ سره وتجاهله ولا ترد عليه بمثل الإساءة، وقابل السلبية بالإيجابية، وأعفو عنه.
معنى العفو عند المقدرة:
الشخص إذا اعتدى عليه يشرع له السعي في التمكين من الإنتصار وأن يظهر للمعتدي قدرته على الإنتقام وإذا اقترب من الانتصار يعفو عنه ويتركه، أما العفو بسبب العجز أو الضعف مكروه.
كما أن العفو ليس فرض ولكنه فضيلة، يقول رسول الله(ما ازداد عبدا بالعفو إلا عزة)
ومن يسامح يكون أكثر الناس رفعة وعزة، أما من يتتبع ذلات الآخرين ويتصيد لهم الأخطاء ولا يسامح على أبسط الأمور معناه أن لديه بالداخل عدم رضا عن النفس وعدم تحمل للمسؤولية.
الله بقوته وقدرته على الإنتقام يعفو ويغفر لمن يستغفر ويتوب إليه، لذلك يجب عليك أنت أيها الإنسان الضعيف أن تقتضي بالقوة وتسامح من يطلب منك السماح.
إذا وجدت أنه صعب عليك أن تسامح وخصوصاً في المواضيع البسيطة فهذا يدل إنك تحت سيطرة الإيجو والنفس الأمارة بالسوء هي التي تحكمك، أما إذا وجدت نفسك تسامح بسهولة فهذا يدل على أن مقامك عالي وقلبك سليم وصافي، فالقدرة على التسامح تكون من القلب وليس من العقل.
الخطوة الثانية من التسامح:
الخطوة الثانية من التسامح وبالخصوص من يرجع يؤذيني مرة أخرى بعد أن سامحته في المرة الأولى، فهل أعفو عنه؟
نطبق الآية الكريمة التي تقول(فمن عفا وأصلح فأجره على الله)
نلتزم بشروط العفو وهي تحقق الإصلاح ، الله قيد العفو وجعله مقرون بالإصلاح لكي لا يتمادى الشخص في أذاءه وإسائته لي، فلكل موقف تصرف مختلف فعليك حماية نفسك ووضع الحدود.
العفو مطلوب وجميل إذا كان في محله ومع من يستحق ولا يجوز أن نخرج بالعفو عن حد الإعتدال، فالمؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف.
سامح واغفر ولكن ليس في كل المواقف وليس في كل الأمور، فأحياناً يسامح الإنسان مع عدم مقدرته ويؤثر ذلك على شخصيته وعلى ثقته بنفسه، لذلك عليك أن تعرف المواقف التي يجب عليك أن تعفو تسامح فيها، وكذلك بعض الأشخاص، فالناس مختلفون في طباعهم ونواياهم، لذا وجب أن تعرف حسب تقديرك أن تسامح المستحق للعفو.
العفو والتسامح راحة نفسية لك، فعندما تحقد وتغضب تشعر بأن قلبك أسود وثقيل مليء بالحزن والغصة، حينها تشعربأنك فقدت راحتك النفسية وحتى قدرتك على النوم من كثرة التفكير في الأمر، ولكن العفو يجعلك تشعر بالخفة.
يمكنك أن تعفو أو لا تعفو عن بعض الأشخاص، إلا الوالدين عليك أن تكون معهم حتى لو اسائوا إليك.
ردد بالعدد الذي تشاء ( اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا)
دمتم سالمين
زهرة علي
تعليقات
إرسال تعليق
تعليقاتك الإيجابية تسعدنا