فن الظهور أمام الجمهور
من المؤلم مشاهدة عدد كبير من المتحدثين الضعفاء من ذوي المناصب القيادية أو رجال دين، سياسيين أو متخصصين في مجالات متعددة.يمكنك تحقيق نجاح كبير في عملك و تخصصك ، عندما تمتلك القدرة على عرض أفكارك بأسلوب واضح و واثق.
تابع معنا التدوينة المبسطة لفن الظهور أمام الجمهور.
الجهة العامة للمحاضر:
سأتكلم معكم هنا بشكل موجز عن بعض الأمور التي تخص المحاضر الواثق من نفسه، و عن أنواع و خصائص الجمهور المتلقي للمحاضرة، فإذا ما عرفت كل هذه الأمور ستتوصل إلى إدارة سلوكك و معرفة الطريقة المثلى للإلقاء.
أهمية منزلة المحاضر عند المستمع و المتلقي:
1-تؤثر في نفوس السامعين.
2-تؤثر في القبول و الإقناع.
تكون هذه المنزلة مكتسبة من علم اكتسبه من خلال تخصصه بالجامعة أو دخوله لدورات مختلفة أو حتى بالقراءة، أو منصب و يكون ذلك بأخلاقه و حسن تعامله مع الآخرين و سمعته الطيبة، أو نبوغ و يكون بالذكاء و الفطنة.
و قد يكون هناك معرف يعرف عن المحاضر قبل الإلقاء، أو يعرف المحاضر بنفسه قبل البدء بالإلقاء.
و لابد من وجود أمور تتوفر في المحاضر أو من يتمتع بميزة الإلقاء و هي كالتالي:
1-أن يكون صوته واضحاً.
2-أن يتكلم بهدوء.
3-أن يهتم بمخارج الحروف و إتقان التلفظ.
4-أن يستعمل العبارات الفخمة.
5-أن يلبس كلامه ثوباً من البديع.
6-أن لا يطيل الكلام.
كما يوجد سلوك خاص بالمحاضر في نظر من سيخاطبه:
1-قناعته بما يقول.
2-قول الصدق و الابتعاد عن الكذب.
3-أن يكون سلوكه العملي موافقاً لما يقوله.
الجهة الخاصة بالمحاضر
إذا كنت تسعى لأن تكون محاضراً ناجحاً إليك بعض المقدمات قبل الإلقاء مثل: حفظ قواعد أصول الإلقاء، و كثرة المطالعة و التمعن في التخصص الذي تريد الإلقاء فيه، و كثرة التدريب.
و لكن، ما الذي يجب فعله في حال الإلقاء؟
أولاً: الاستحضار
و توجد آثار إيجابية للاستحضار عند المحاضر أهمها:
1-استحضار كل نقاط المحاضرة.
2-تنسيق كل الأفكار المطروحة مسبقاً.
3-مراعاة التقديم و التأخير في بعض محاور الموضوع.
4-تهيئة بعض النقاط.
5-استذكار الكلام المراد إلقاؤه.
و لكن هناك آثار سلبية من عدم الأستحضار:
1-أن يقول المحاضر ما لا يريد قوله مما يؤدي إلى السخرية.
2-يؤدي عدم الاستحضار إلى عدم ثقة المتلقي بالمحاضر و بمعلوماته.
ثانياً: الإهتمام بالمظهر الخارجي
و يكون ذلك بالاهتمام باللباس عن طريق مراعاة مضمون المحاضرة ، و مراعاة الجمهور المخاطب، مع مراعاة الوجه و العلامات المرتسمة على المحاضر، بالإضافة إلى الشكل و الأفعال و الهيئة العامة.
ثالثاً: التدرب على تطويع العبارات
1-مدح الحسن.
2-ذم القبيح.
رابعاً: الوقوف على مرتفع " منصة الإلقاء"
للوقوف على منصة الإلقاء بثقة أمور مهمة تساعد على:
1-رؤية وجهه.
2-التأثر بكلماته.
3-التأثر بإشاراته.
كما لابد من بعض الأمور التي يجب مراعاتها في الإشارات:
1-ألا تكون مبتذلة و متصنعة.
2-ألا تكون على نق واحد فيمل المتلقي.
3-ألا تكون مضحكة.
خامساً: مقتضيات الإلقاء:
كيفية الوقوف:
عند التأهب يجب أن يتواجد عنصر الحماس، و الارتخاء لإلقاء الوعظ.
طريقة النطق:
تكون طريقة النطق مشدودة عند الحماس ، و هادئة عند القاء الوعظ، مع استخدام بعض العبارات المساندة مثل" احبتي....، اعزائي...، اعظكم...، انصحكم... الخ".
نظرات المحاضر:
يجب توزيع النظرات على الحضور، مثل النظر في العيون، و ملاحظة المستمع، و تنبيه الغافل في بعض الأحيان.
مراعاة الوقف و الدرج:
يجب أن يكون الكلام مسترسل و متناسق، مثل التوقف عند إنهاء الجملة، و المواصلة في وسط الجملة.
تناسب المعنى مع اللفظ:
يجب التفاعل مع الألفاظ و الأساليب في حال وجود الإستفهام و النفي و التعجب...
الكلام من القلب:
يجب إشعار السامع بقبول المحاضر للفكرة مع تفادي التوقف.
سادساً: التحلي بحضور الذهن
إن المحرك الأساسي لنجاح المحاضر ، و المؤهل للإلقاء يكون بالتحلي بحضور الذهن عن طريق:
1-الالتفات إلى كل ما يقول.
2-الانتباه للاعتراضات.
3-الرد بلين دون إظهار العجز عن الرد.
4-الجهوزية للجواب الشافي.
5-قدرة الخروج من المأزق ، و يكون بالتحجج ببعض العبارات مثل" لضيق الوقت"
سابعاً: التحلي بحسن التخلص
1-اعتذار حسن
2-التخلص بطريقة خفية.
3-إظهار التعمد بالخطأ مثل قول" اخطأت لكي اعرف مدى انتباهكم و تركيزكم معي..."
ثامناً: قدرة السيطرة على المحاضرة
1-جملة اعتراضية منبهة.
2-الصمت قليلاً لإثارة انتباه الجمهور.
3-التفاعل مع المحاضرة، برفع الصوت أو توجيه الكلام لغير المنتبه.
مراحل تهيئة المحاضرة:
قبل أن نتحدث عن مراحل تهيئة المحاضرة هناك بعض المور التي يجب على المبتدئين الانتباه لها ، مثل مطالعة الخطاب عدة مرات، اصطحاب الأوراق، كتابة المحاضرة أو تلخيصها على ورق صغير أو كبير، و القراءة بصوت مسموع، أما المتمرسين فانصح بكتابة رؤوس الأقلام فقط، و وضع ورقة في كفه بشكل غير ملحوظ، و عند الاحتياج للمراجعة يعود للورقة.
و إذا ما كنت تمتلك خاصية الارتجال، فهنا ستستغني عن الورقة ، و ننوه في حالة الارتجال الاستغناء عن الورقة لا الإلقاء دون تحضير مطلقاً.
المرحلة الأولى:المقدمة
تعريف المقدمة:
ما يقدمه المحاضر بين يدي الموضوع الذي يريد أن يتعرض له في خطبته من عبارات ليهيء الجمهور للإقناع بما سيأتي ضمن العرض، و تحتوي المقدمة على البسملة و السلام على الجمهور، و الدخول في ذكر أمور عامة تكون عناوين للعرض.
شروط المقدمة:
1- أن لا يكون فيه ما يسيء للمخاطبين.
2- التحرز من إيراد ما يثير الحساسيات.
3- مراعاة الهدوء و التمهل في الإلقاء.
4- استعمال الألفاظ الجزلة و الفخمة.
5- تحتوي بعض الاستعارات و التشابيه.
6- تختلف مقدمات المحاضرة باختلاف أنواعها.
7- البدء بما هو من المسلمات عند الجمهور.
8- مخاطبة الجمهور ببعض الكلمات التي يتميز بها.
المرحلة الثانية: العرض
تعريف العرض:
ما يطرحه المحاضر من دعاوي و أدلة لإقناع الجمهور، و هو العمدة في المحاضرة و ركيزته، و عليك بتقسيم الأفكار تقسيماً سليماً، و ترتيب الأفكار و ربطها.
كما ادعوك لتقسم الموضوع لعدة محاور من أفكار رئيسية و أفكار فرعية بشكل مرتب و مترابط.
المرحلة الثالثة: الخاتمة
تعريف الخاتمة:
هي الصورة الإجمالية لما جاء في العرض مصوغة بشكل محكم و مختصر، بما يؤدي بقاء أثر المحاضرة أطول مدة ممكنة بعد إنهائه.
شروط الخاتمة:
1- استخلاص النتائج من الموضوع.
2- تقديم الموضوع كقضية كلية إلى الجمهور.
الجمهور
تعريف الجمهور:
هو المستمع الأساسي الذي يتوجه إليه المحاضر بكلامه في كل أنواع المحاضرات ، ليقنعه بما يريد ، و ينقل إليه أفكاره و تصوراته.و هناك من الجمهور من يتوجه بالنظر إلى الخطاب، أو إلى المحاضر، أو إلى الإلقاء.و قد يكون من الجمهور ما هو عامي ، أو متعلم، أو عالم.
خصائص الجمهور العامي:
1- غالباً غير منطقي.
2- لا يقبل الأمور البرهانية المعقدة.
3- يحب الكلام السهل و المبسط.
4- تؤثر فيه الإثارات العاطفية و الأساليب الخطابية.
خصائص الجمهور المتعلم:
1- الميل إلى البرهان أكثر من العامي.
2- يحب في بعض الأحيان الأمور البرهانية المعقدة.
3- تؤثر فيه الإثارات العاطفية و الأساليب الخطابية كالعامي.
4- ينبغي أن يخاطبوا بغير ما تعلموه إلا من باب الشواهد.
خصائص الجمهور العالم:
1- يحب الأدلة المحكمة المفيدة للقطع و اليقين.
2- لا يقبل الأقيسة الظنية و المغالطات.
3- لا يقبل أخذ النتائج من المشهورات.
4- لا يقبل ما يعرف ضعف من البراهين.
5- يحب الإيجاز و حسن الأداء.
6- التكلم معهم من موقع كونهم علماء.
7- تؤثر بهم الألفاظ الجزلة و التنسيق المحكم.
8- لا يحب الحشو الزائد.
لذلك نشاهد البعض يتردد من الإلقاء بسبب خوفه من الجمهور ، و تستطيع تجاوز الأمر ببعض السلوكيات كالتالي:
1- الإطلاع على الموضوع.
2- تنظيم معلوماتك.
3- تدرب مسبقاً سواء أمام المرآة، أو أشخاصاً تثق بهم.
4- تخيل نجاحك و شعورك بالنجاح.
5- خذ نفساً عميقاً قبل البدء بالمحاضرة.
6- ركز على ما تقدمه و ليس على الجمهور.
7- اعترف بنجاحك.
8- ثق بنفسك، و تتكون الثقة من خلال القراءة و كثرة الإطلاع على مواضيع مشابهة لموضوعك.
9- توقع اسئلة الجمهور ، و حاول إيجاد أجوبة مقنعة، حتى لا تشعر بالحرج.
10- إذا كنت تريد أن تتقرب لقلوب الناس و يفهمك الصغير و الكبير " اسرد قصة".
اتمنى أن أكون وفقت في إضافة شيئاً مفيداً لعالمك.
دمتم بخير
تعليقات
إرسال تعليق
تعليقاتك الإيجابية تسعدنا