كيف تخطط المرأة المطلقة لحياتها بعد الطلاق؟
تجربة الطلاق
هدفي من هذا المقال هو إصلاح ذات البين، و مساعدة المطلقة على إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وإن لم تكن هناك فرصة " شرعية" لذلك وفات الآوان على أن تخطط لرجوعها لزوجها، فهنا اساعدها على تقبل واقعها و عيش حياتها بعيداً عن احكام المجتمع المختلفة عن المرأة المطلقة والتدخل في حياتها.
من الاجحاف بحق المرأة أن نتجاهل موضوع الطلاق، أو نغمض عيوننا عن وجود المطلقات، وبالخصوص بأن صرنا نلاحظ أن في كل عائلة مطلقة.
ولأن تجربة الطلاق بحد ذاتها تجلب الخوف، وهي أن حياتك بأكملها ستتغير بعد الاستقرار الذي كنت تعيشيه، وأن الشخص الذي كنت معه ، وتعودتي عليه سينتهي وجوده من حياتك.
كيف تستعيدين نفسك بعد هذه التجربة؟
سأساعدك عزيزتي المرأة على إستعادة نفسك بعد الطلاق من خلال بعض الأمور البسيطة التي تقومي بها لتلملمي جراحاتك، ولتستعيدي ثقتك بنفسك، وتعيشي امرأة طبيعية مثل أي امرأة ناجحة في المجتمع.
أولاً:نفسي عن نفسك
نفسي عن نفسك بأي وسيلة، سواء بالرسم أو الكتابة ، أو الرجوع لهواية قديمة ، ومن خلال كسر روتينك اليومي الرتيب ببعض الممارسات اليومية التي تجدد يومك وتجعلك مستمتعة و سعيدة، و يمكنك الأستعانة بأفكار ومقترحات تغير من روتينك اليومي.. لذلك انصحك بأن تطلعي على قسم روتين جديد
لماذا هذا التنفيس؟
لكي تكتشفي نفسك و لتعرفي بأنك شخص منفصل عن زوجك السابق، انت الآن لست تابعة له، و لكي تعيدي تعريف نفسك، هذه خطوة مهمة، لو انك اكتشفتي بعدها انك شخص منفصل و لست متصلة فيه، حينها ستقدرين على الانطلاقة.
ثانياً: اعملي خطة
ماذا ستفعلين في حياتك القادمة؟
هل ستجلسين مكتوفة الأيدي و تتلقين الأوامر من حولك ؟
و هل ستسمحين لهم بأن يسيروا حياتك مثل ما يريدون؟
أنها حياتك انت و انت المسؤولة عنها.
دائما ما يمنع المطلقة من عمل خطة هو خوفها و عصبيتها و ذلك لأن العصبية تزيد أكثر من السابقة ، بسبب وضعها الحساس و لأنها خائفة و لا تعلم بمصيرها.
وعمل خطة سوف يطمئنها و يعطيها أمان، و بأنها تستطيع أن تسيطر على هذا الخوف وتتحكم به.
- اجعلي خطتك واقعية و عملية ، قابلة للتنفيذ، وليست خطة خيالية لا تستطيعي تنفيذها لأنها اكبر من قدراتك، و أكبر من طموحاتك.
- ابدأي بالأسهل ، ثم تدرجي إلى أن تصلي للأصعب و المستحيل.
- لا تجعلي من عدم توفر ووجود المال عائق أمامك، كوني منتجة للمال وليس مستقبلة، فقط فكري و تحركي.
لترسمي خطتك اسألي نفسك الأسئلة التالية التي ستساعدك على عمل خطة مرنة:
-ما الذي ستفعلينه الآن؟
- كيف توفرين دخل مادي لك؟
- كيف هو وضعك بالمكان الذي تعيشين فيه الآن؟
- كيف ستربين أطفالك " إن كان لديك أطفال"؟
كيف تستفيدين من يومك؟
و اضيفي اسألة اخرى تساعدك على التخطيط اكثر حسب ظروفك التي أنت اكثر الناس معرفة لها...... الخ
ثالثاً: انتي رقم (1)
- لا تخشي شيئاً فلن تكوني انانية اذا ما جعلتي من نفسك رقم واحد، فأنت بذلك تعطين نفسك حقها ، لذلك دعي الأولوية لنفسك.
- لا تتنازلي عن حقوقك و لا تقدمي الكثير من التضحيات، فقط لأنك مطلقة.
- اعملي شيئا جميلا مختلفا لنفسك في كل يوم، و حفزي نفسك بمكافأة.
- اعملي قائمة بالأشياء التي تحبينها و اعملي كل يوم شيء واحد مختلف.
- اعملي شيءا تحبينه كل يوم يجعلك سعيدة و مبتسمة، و هذا بدوره سيجعلك تحبين نفسك من جديد و سيساعد على أن تمر هذه الأزمة على خير.
رابعاً: تطوير الذات
البعض يقول هذه العبارة" طلاقي انطلاقي"
خذي هذا المفهوم حتى تطورين ذاتك، ولا تجعلي من المال حجرة تتعثرين بها عند تقدمك، فهناك العديد من المراكز و الجمعيات التي تقدم دورات و ورشات مجانية بالإضافة إلى الكثير من مواقع التواصل الاجتماعي التي تقدم الدورات المجانية ، كل ما عليك هو تابعي و سجلي واستفيدي.
كما تستطيعين تطوير نفسك بالقراءة في مجال تطوير الذات ، فهناك الكثير من الكتب الملهمة والتي تدعو و تشجع على تطوير ذاتك بنفسك.
خامساً: تضخيم الأخطاء
لا تكوني كالسابقات اللاتي يضخمن أخطائهن السابقة بعد الطلاق، لا تلومي نفسك.
توقفي... توقفي عن لوم نفسك.
اعرفي أن طلاقك ما جاء إلا بسبب تراكمات سابقة، لذلك وصلتي لمرحلة نفذ منها الصبر، كما أن الزواج هو قسمة و نصيب و تفاهم بين روحين .
ولكي توقفي احساس التأنيب، انصحك بالنظر للإيجابيات التي كنت تفعلينها وبأنك لم تكوني مقصرة من ناحيتك.
سادساً: سامحي
قد يكون من الصعب علينا المسامحة بين يوم و ليلة، و لكن لتعرفي بأن المسامحة ليست من أجله بل من اجلك و من مصلحتك و من أجل راحتك لكي تتحرري منه و من التفكير فيه و بحياتك السابقة:
- اقطعي الخيوط المشربكة بينك و بينه و ابدأي بالمسامحة و الغفران.
- المسامحة تقطع لك الخيوط الوشيكة التي تجعلك عصبية ، و غير قادرة على التفكير.
- المسامحة تجعلك تنطلقين، و تقفزين نحو أفق لم تريها من قبل.
- المسامحة مثل تفعيل زر الحظر، لمن لا تريدي التفكير به، و يجعلك أكثر تركيزاً على نفسك.
هكذا ستوقفين شعورك السلبي، و تقولين له " توقف"
إذا عزمتي على المسامحة ، ووجدت ذلك صعبا عليك وصعب أن يتقبل قلبك ذلك، انصحك بأن تنطقي بصوت عالي تسمعينه
" أنا سامحته لوجه الله... و سامحت كل من آذاني لوجه الله"
سابعاً: خذي إستشارة
إذا احسستي بأنك لا تستطيعي تجاوز موضوع الطلاق، اطلبي استشارة من المختصين، أو تابعي مع مستشارات أو انضمي لمجموعات دعم أو جلسات إرشادية جماعية
الطلاق في بعض الأحيان يكون رحمة، لذلك شرعه الإسلام.
ثامناً: ارجاع المطلقة
قد تكوني جربتي كل ما سبق، و ما تزالي تشعرين بالميل له والحب الذي بينكما أكبر من ذلك، و هناك فرصة "شرعاً" للرجوع إليه، نصيحتي بأن لا تضيعي الكثير من الوقت، واطلبي منه " أن يرجعك"
و لكن، ما هي طرق ارجاع المطلقة؟
سأطرح هنا إحدى الخطط التي تساعد المرأة المطلقة على الرجوع إلى طليقها.
الطريقة التالية ، طريقة مجربة ، و قد طبقها الكثير من النسوة ، اكثرهن رجعن إلى ازواجهن بعد مدة تقل عن الشهر، لذلك احببت أن اطرحها هنا ، لعلي بها انقذ حياة اسرية من الضياع.
طريقة ارجاع المطلقة:
أولا: قبل كل شيء، يجب أن تجيبي على الأسئلة التالية:
- يجب أن تعرفي كم عدد الطلقات ؟
-و هل توجد فرصة بالحلال و الشرع للرجوع إلى زوجك ؟
- هل لديك أولاد من طليقك؟
- و هل تشعري بأنه نادم على الطلاق؟
هل تشعري بأنه ما زال هناك حب و مودة و احترام بينكما؟
هل أنت متأكدة بأنه سيتغير للأحسن؟ و انه سيتقبلك بعيوبك و تتقبلين عيوبه؟ فكل إنسان له نقاط ضعف و نقاط قوة ، و علينا التعامل مع الشخص من خلالها.
إذا عرفت إجابة هذه الأسئلة ستتمكنين من وضع خطة لمقابلته ومناقشته لأمر العودة بما يتناسب مع شخصيته ومع شخصيتك.
ثم اعتذري إليه واستمري في قول ما تريدي قوله، ولا تنسي بأن تعبري له عن اشتياقك له.
وهنا سأقدم خطة مستوحاة من إحدى النساء اللواتي نجحن في الرجوع إلى أزواجهن..
ثانياً: خطة للرجوع للزوج:
اطلبي مقابلته في مكان هادئ..
- في مكان هادئ ، اطلبي مقابلته عن طريق الاتصال به هاتفياً.
- اخبريه بأن الكلام الذي تريدين مقابلته فيه لا ينفع قوله في الهاتف، واطلبي مقابلته في المكان الذي اخترتيه .
- عند مقابلته، يجب عليك أن تنتبهي لبعض الأمور، صوتك الناعم، نظرات الحب، أناقة غير مبالغ فيها.
- خذي نفساً عميقاً: ثم اطلبي منه أن الأمر هام ، و يجب عليه عدم مقاطعتك.
- الآن استرسلي بحب: أنا نادمة على قرار الطلاق، عزيزي لنبدأ صفحة جديدة، أنا آسفة فعلاً لكل المشاكل و الجروح التي تسببت بها في أذيتك...تأسفي ، و استمري في قول ما تريدي قوله، و بأنك اشتقت كثيراً له ولا تستطيعين أن تبعدي عنه أكثر" لا تندمي على الاعتذار ، أنت لا تذلي نفسك، بل تعالجي شيئاً ما في حياتك"
- اختمي كلامك: ارجعني لذمتك.
- ثم اصمتي....و دعيه يتحدث و يقول ما بقلبه.... المهم أن تبقي صامته.
- لا تغادري المكان حتى يغادر هو أولاً، و كوني صامته فقط استمعي لما يقوله، مهما كانت تلك الكلمات سلبية أو ايجابية، فقط اظهري الندم على ملامحك.
قد يأتي البعض و يقول " ما هذا الذل"
ردي هو:
" ليس ذلاً، وضعت شروطا و اسئلة قبل وضع خطة ارجاع المطلقة، الخطة اختيارية لمن تنطبق عليها شروط ارجاع المطلقة، و لمن ما زالت لديها فرصة " شرعاً" لذلك، ونصيحتي إذا اردت الرجوع، فهذه حياتك و لا يحق لأحد التدخل بها، خذي قرارك بنفسك، فأهلك إن بقوا لك اليوم، سيملون منك ومن أطفالك مستقبلاً، كما ادعوك للتفكير جيداً قبل اتخاذ هذا القرار المهم، وانت ادرى بمصلحتك"
ولا ننسى بأن " ابغض الحلال عند الله الطلاق"
وهدفي من هذا المقال هو إصلاح ذات البين، و مساعدة المطلقة على تقبل واقعها وعيش حياتها بعيداً عن احكام المجتمع المختلفة عن المرأة المطلقة والتدخل في حياتها.
اتمنى أن تقرأ المقال للأخير.
دمتم بخير
تعليقات
إرسال تعليق
تعليقاتك الإيجابية تسعدنا