كيف اختلي بذاتي دون أن أجلدها؟
أولاً: الاختلاء بالذات
من المفيد لكل إنسان أن يختلي بنفسه كل يوم حوالي ربع ساعة، فعن الإمام علي "عليه السلام" : " ما أحقَ بالإنسان أن تكون له ساعة لا يشغله عنها شاغل".
و بهذه الخلوة يعود الإنسان إلى ذاته ليصادقها بعد انشغاله عنها بمصادقات خارجية ، و بالتالي يتعرف الإنسان على ذاته أكثر فأكثر، كما أنه بذلك يتعرف على حسناته و سيئاته، و هنا ينبغي الالتفات إلى ما يلي:
1- عدم استعراض الذكريات الأليمة، فأغلب الناس لا يفكرون في تلك الحالات إلا بالمآسي و الأحزان و الفشل.
2- ركز على شحن النفس بالتفاؤل و الإيجابية و القوة و النجاح.
3- تأمل في إبداع الله تعالى في الخلق.
4- صادق نفسك و حاورها.
5- استمع إلى القرآن الكريم مع الاسترخاء الجسدي، فالاسترخاء ضروري في زحمة الأعمال اليومية، فهو يخفف من ضغوطات العمل، و يريح الفكر و العضلات من التوتر، و يشحن الإنسان بقوة و طاقة عالية.
ثانياً: الازدياد في كل يوم
من الضروري لكل مسلم أن يزداد في كل يوم علماً و وعياً و عبادة، فعن رسول الله " صلى الله عليه و آله و سلم" : ( إذا أتى عليَ يوم لا ازداد فيه علماً يقربني إلى الله فلا بارك الله لي في طلوع شمسه).
و لذا نجد أن الله تعالى يأمر النبي " صلى الله عليه و آله و سلم" بطلب الزيادة في العلم فيقول له: ( و قل ربِ زدني علما) طه:114.
و العلم اليوم متوفر في آلاف الكتب، و آلاف الجامعات حول العالم حضورياً أو الكترونياً ، و آلاف المواقع العلمية و التعليمية، فلم نحرم ذواتنا من العلم و التعلم!
ثالثاً: عدم إجهاد النفس
يعمل بعض الأشخاص ليله و نهاره لكسب المال، فيجهد جسده، و يهمل نفسه و عائلته، حتى يصل به الأمر إلى سن الكهولة، فيبدأ المعاناة من الأمراض و المشاكل الصحية، و بذلك يكون قد خسر نفسه و ماله، فالمال الذي جمعه لم ينفقه على نفسه، و إنما ليعالج به ما حصل من خلل في العمل طوال عمره، لذلك من الضروري الاعتدال في العمل و القناعة بالقليل من الدنيا، ومما يساعد على التخفيف من تعب العمل:
1- الصلاة و الذكر و تلاوة القرآن الكريم.
2- المشي و الاستحمام.
3- مسامرة الأصدقاء.
4- العلاقة العاطفية مع الزوجة و الأولاد.
رابعاً: اعط كل شيء حقه
من الملاحظ في حياتنا اليومية أننا و بسبب كثرة المشاغل و ضغوط العمل ، لا نعطي الأمور حقها الطبيعي، فصلاتنا تنتهي بسرعة، و الأكل ينتهي بدقائق.
فالمطلوب أن يعطى كل شيء حقه من العمل، كي يكون متقناً و ناجحاً، فعندما تأكل اترك كل المشاغل جانباً فلا تقرأ و لا تعمل بل كل الطعام و أنت تستلذ به ، و هكذا في بقية الأعمال.
خامساً: راقب نفسك
فهل صدر منك معصية أثناء النهار، و هل قصرت في عبادتك؟ و تذكر أنك عبد لله تعالى ، فلا تضيع وقتك في غيره، فالبعض يضيع وقته في مراقبة الآخرين و الاهتمام بشؤون الآخرين، بينما نفسه أحق بأن يراقبها و يقوم سلوكها.
سادساً: التفكر
تفكر في أسماء الله الحسنى، و بعض الآيات القرآنية و الأحاديث الشريفة، و الموت و الآخرة، و أكثر القراءة من الكتب التي توعيك و تفهمك و تفقهك في الدين و أمور الدنيا و الآخرة ، لتتقرب إلى ما يحب الله تعالى ، و نبتعد عن ما نهانا و حذرنا منه، وحتى لا نقع في موقع الشبهة و الحرام، و لكي نعيش بالحلال.
سابعاً: حفظ القرآن الكريم
احفظ يومياً آية أو حديثاً شريفاً أو حكمة، و احمل كتاباً صغيراً في جيبك بحيث تستفيد منه في أوقات الفراغ، و إذا كنت في سيارتك أو في عملك أو في وقت الفراغ، فلا تنس ذكر الله تعالى.
ثامناً: هدايا للعائلة
اشتر لعائلتك شيئاً تفرحهم به، و لا تنس أن تقدم الإناث على الذكور، فعن رسول الله " صلى الله عليه و آله و سلم" : " من دخل السوق فاشترى تحفة فحملها إلى عياله كان كحامل صدقة إلى قوم محاويج، يبدأ بالإناث قبل الذكور، فإن من فرح ابنته كان كمن أعتق رقبة من ولد إسماعيل".
و اسأل نفسك ، هل اسعدت زوجتك أو ابنائك مسبقاً بهدية بسيطة أو قيمة؟
و قد تجد أن الهدايا للعائلة لا يدخل ضمن محاسبة النفس، إلا أنه جانب مهم عليك الالتفات إليه ، لما فيه من نشر للألفة و المحبة في الأسرة الواحدة، و يعود بالخير و النفع، و ينشر المحبة بين أفراد الأسرة، لأن الأسرة ستقدر الهدية مهما كانت بسيطة، فما اجمل أن يهتم بك الآخرون و يتذكرونك حتى لو بوردة!
كل الأمور السابقة تساعدك على أن تكون مع ذاتك طوال اليوم ، لكي تستطيع محاسبتها آخر النهار، و لكن كيف أحاسب نفسي دون أن اجرحها أو اجلدها؟
برنامج محاسبة النفس:
و هو ضروري لتقييم حالات الإنسان في قربه من ربه تعالى، فبالمحاسبة يقف على أخطائه في يومه و يستغفر من ذنوبه و يصلح ما أفسده، و ليكن معك دفتر تكتب فيه مذكراتك اليومية، و بذلك تعرف حسناتك و سيئاتك، و ينقسم البرنامج العملي للمحاسبة إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: العلاقة بالله تعالى
اسأل نفسك هذه الأسئلة:
- هل ازدادت علاقتي بالله تعالى؟
- هل شكرت الله تعالى على نعمه؟
- كيف كانت صلاتي؟ بخشوع أو غير ذلك؟
- هل تلوت القرآن الكريم؟
- هل دعوت أحداً إلى الله تعالى؟
- هل أشعر بأن ديني أغلى ما في الوجود؟
- هل قدمت شيئاً من أجل الدين؟
القسم الثاني: العلاقة بالنفس
- هل أسعى لبناء نفسي؟
- ما هي أخطائي و عيوبي؟
- هل حافظت على صحتي؟
- هل ضيعت يومي في اللهو؟
القسم الثالث: العلاقة بالآخرين
- كيف كانت علاقتي بالأبوين؟
- كيف كانت علاقتي بأسرتي؟
- هل أغضبت أحداً من إخواني المؤمنين؟
- هل استغبت أحداً من إخواني المؤمنين؟
- كيف كانت معاملتي المهنية؟ بإخلاص أم بخيانة و غش؟
حساب الوقت:
- احسب الوقت الذي صرفته في العبادة، ما مقداره؟
- احسب الوقت الذي صرفته في العمل، ما مقداره؟
- احسب الوقت الذي صرفته في النوم، ما مقداره؟
- احسب الوقت الذيصرفته في الطعام و اللهو، ما مقداره؟
النتيجة: هل أخذت العبادة وقتاً طويلاً أم قصيراً؟
حساب المال:
كما حصلت على المال في يومك ، فعليك أن تفكر كيف تنفق منه في سبيل الله تعالى ، كما قال تعالى: ( و أحسن كما أحسن الله إليك) القصص: 77، فإن كل غنسان سيسأل يوم القيامة عن ماله، من أين اكتسبه، و فيما أنفقه.
دمتم سالمين
تعليقات
إرسال تعليق
تعليقاتك الإيجابية تسعدنا