نوايا محققة
يتسائل الكثيرون عن سر النوايا المحققة، و أحب أن ابسط موضوع النوايا، و ادعوك عزيزي الزائر بأن لا تصعبها على نفسك، فالنية تكون أما قلبية محلها القلب، أو بالقول أي أن تنطقها بلسانك و هذه طريقة ممتازة ليسمعها العقل ، أو أن تكتبها في دفتر النوايا الخاص بك، و بعدها تقرأها بصوت مسموع.
لا ترهق نفسك في اختيار الطريقة المناسبة لك في تنفيذ النوايا، فكل ما عليك هو أن تختار ما تشعر بأنه مناسب لك و ترتاح منه ، فهذه حياتك، و هي نواياك ، تطبقها بالطريقة التي ترتاح منها و تشعر بأنها مناسبة لك.
كل ما عليك معرفته هو الفرق بين النوايا و الأمنيات، و ما هو المستوى الأفضل لتحقيق النية، و ما هو التسليم، و هذا ما سأوضحه بلطف و سهولة هنا.
الفرق بين النوايا و الأمنيات:
الأمنية عقلي " مخي" فقط من يعيشها.
أما النية فكياني و أحاسيسي كلها تعيشها.
مستويات النية:
تتحقق النوايا على ثلاث مستويات:
المستوى الأول: مستوى الخوف
غالباً النوايا الخائفة تتدمر بسرعة و لا تتحقق قبل وصولها للهدف، و لتعلم بأنك في هذا المستوى تنوي بمشاعر منخفضة متعلقة ، و ترى ما تريد هو مصدر سعادتك.
لذلك النية في مستوى الخوف لا تتحقق، و عليك الانتباه جيداً لمشاعرك عندما تريد أن تنوي.
المستوى الثاني: مستوى التحدي
هو المستوى الذي يطبقه أكبر شريحة من المهتمين بالتنمية البشرية، هو إشعال للحماسة و الإصرار على تحقيق النية و تحفيز الذات، و بذلك تضطر للتحفيز اليومي، و هذا يحتاج طاقة كبيرة حتى تبقيه موازياً لمستوى النية و بالغالب تستنزف الطاقة فتتجلى النية ناقصة وفقاً للطاقة المستهلكة.
و لكي أكون صريحة معك ، النية في مستوى التحدي تتحقق ناقصة و بصعوبة كبيرة.
المستوى الثالث: مستوى الحب
و هو الشعور الطيب، و الشعور بالراحة و الطمأنينة بعد كل نية تنويها، و هنا لست خائفاً و لست متحدياً بل مسترخياً ، و عليه فالنية في مستوى الحب تتحقق بسهولة و عليها إكرامية.
الموضوع أسهل مما تظنه، كل ما عليك هو أن تنوي ثم دعها و لا تلاحقها، و استمتع بما أنت عليه الآن، و ستظهر النية مكتملة و معها خيرها.
التسليم:
و الخطوة الأولى هي أن تضع نية التسليم، و لا تلاحق النية و تنتظر نتيجة، التسليم يعني أنك لست ضعيفاً لتهرب بمشاعرك و أحاسيسك، و لا مكابراً لتقوم بدفنها.
لا يوجد شيء على الإطلاق أقوى من التسليم، و السبب غير المعلن لشخص سعيد جداً هو التسليم، و السبب لكل شفاء و تحرر و نعيم مرة أخرى هو التسليم.
التسليم ليس تحويل شعورك السلبي لإيجابي بالقوة، لذلك يخطئ الكثيرين بعمله ، هو أن تتركه كما هو، لا ترفضه و لا تقمعه ، و قابله كل مرة بالاسترخاء و الترحيب.
و التسليم هو اعتراف ، ثم تنفيس ، ثم تقبل ، ثم ترخي الحبل المشدود بالكامل.
بعد أن تعقد نواياك ، سلم أمورك لله تعالى بكل إيمان، و توكل على الله ، فمن توكل على الله ما خاب.
النقاط الإضافية الملهمة لنوايا محققة:
وسأضع بين أيديكم بعض النقاط الملهمة والمشوقة والمحفزة والمختصرة:
1- لحظات ما قبل النوم:
ترى ماالذي سيكون عليه شعوري في جسمي هنا في هذه اللحظة، وفي هذا المكان فيما لو تحققت رغباتي، الزم هذه الفكرة حتى تبدو في الإحساس بنقلة في جسمك نحو ما يبدو كأنه ذلك الشعور.
2- كن ملك نفسك:
أن تشعر أنك السلطة الوحيدة في هذا العالم أو أي عالم آخر طالما تعلق الأمر بعالمك، ولا تخف من إنك إذا جعلت عالمك مثالياً فإن ذلك من شأنه أن يشوه عالم شخص آخر طالما أن نيتك ليست إيذاء الآخرين.
3- جميلة:
تتلاشى أحاسيس القلق والألم رويدا بينما تفترض الشعور بتحقق الرغبة، وعند هذه النقطة اسمح لنفسك أن تستسلم للنوم.
4- المشاعر أداة قوية:
إن المشاعر هي بمثابة الأدوات التي يستعملها العقل الباطن التلقائي.
5- علينا اختيار ما نرغب ببرمجته للعقل الباطن من خلال العقل الواعي:
بعبارة أخرى، هذا العقل الباطن يحاول أن يخلق الشكل والظروف المناسبة لما يقترحه عليه الدماغ الواعي.
إن العقل الباطن هو القرص الصلب القابل للبرمجة وهناك يتم تحميل كل تجارب حياتنا.
6- يمكن أن تحصل على كل المفاتيح أثناء نومك:
لأننا نموت كل ليلة وإذا لم نعلم كيف نستعد من أجل موتتنا الليلية، فلن نكون مستعدين من أجل رحيلنا الحقيقي إلى العالم الآخر، لذلك خذ الخير معك في عالم النوم.
كما تقضي ثلث حياتك في واقع يقدم لك مفاتيح اللغز لما هو ممكن بالنسبة إليك عندما تكون في أحلام اليقظة.
يمكن برمجة العقل الباطن بما نريد من خلال التفكير بما نريد بآخر لحظات ما قبل النوم، والشعور بها بجسمنا، فذلك يساعد على تحفيز العقل الباطن طوال فترة النوم لما نريد.
كن ذكياً واستغل الفرصة لصالحك.
اتمنى لك نوايا محققة بإذن الله تعالى.
دمتم سالمين
زهرة علي
تعليقات
إرسال تعليق
تعليقاتك الإيجابية تسعدنا